النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 487 - الجزء 1

  مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}⁣(⁣١) وأيضا فصل بين الصفة والموصوف بالخبر وجملة القسم، وقال الكوفيون (إلا) بمعنى الواو⁣(⁣٢) أي (والفرقدان) وأما سيبويه فإنه يجيز وقوع (إلا) صفة مع صحة الاستثناء كالبيت، وعليه أكثر المتأخرين⁣(⁣٣) والمبرد يجيز الاستثناء مع اجتماع الشروط، والمفهوم من الشيخ وجماعة⁣(⁣٤) أنها إن اجتمعت وجب أن تكون (إلا) صفة وإن لم تجتمع لا يجوز أن تكون صفة.

  قوله: (وإعراب سوى وسوى وسواء النصب على الظرفية) يعني الاستثنائية، لأنها لم تسمع إلا منصوبة، وما ورد فشاذ ضرورة، ولأنها في الأصل صفة ظرف مكان، قال تعالى: {مَكاناً سُوىً}⁣(⁣٥) أي مستويا، ثم حذف الموصوف وأقيم الوصف مقامه، واستعمل استعمال لفظ (مكان) لما قام مقامه.

  قوله: (على الأصح) إشارة إلى كلام الكوفيين، فإنهم أجازوا خروجها عن الظرفية والتصرف فيها رفعا ونصبا وجرا، وذلك ك (غير) وذلك


(١) الأنبياء ٢١/ ٣٠ وجعل هنا بمعنى خلق. قال قتادة: أو حفظ حياة كل شيء بالماء، ينظر تفسير القرطبي ٥/ ٤٣٢٢.

(٢) ينظر الإنصاف في مسائل الخلاف ١/ ٢٦٦ وما بعدها، وشرح الرضي ١/ ٢٤٧، وشرح المفصل ٢/ ٨٩، وشرح التسهيل القسم الأول ٢/ ٩٠٧ وما بعدها، وينظر الكتاب ٢/ ٣٣٤ وما بعدها.

(٣) هذه العبارة من قوله: (وأما سيبويه ... إلى قوله ... المتأخرين) وكذلك رأي المبرد نقله الشارح عن الرضي ١/ ٢٤٧.

(٤) ينظر شرح المصنف ٤٧.

(٥) طه ٢٠/ ٥٨ قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة (سوى) بضم السين، والباقون بكسرها، واختار أبو عبيدة وأبو حاتم كسر السين لأنها اللغة العالية الفصيحة، وقال النحاس الكسر أعرف وأشهر) ينظر تفسير القرطبي ٥/ ٤٢٥٢، وفتح القدير ٣/ ٣٧١، والكشف عن وجوه القراءات السبع ٢/ ٩٨ ومعنى سوى: أي مكانا نصفا على الفريقين، وأبو بكر وحمزة الكسائي يقفون عليه بالإمالة) الكشف ٢/ ٩٨، والبحر المحيط ٦/ ٢٣٦.