النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

خبر ما ولا المشبهتين بليس

صفحة 517 - الجزء 1

  قوله: (وإن زيدت إن مع ما) ذكر وجوها تبطل عمل (ما) الأول (إن) قال:

  [٢٩١] فما إن طبنا جبن ولكن ... منايانا ودولة آخرينا⁣(⁣١)

  وإنما بطل عملها مع زيادة (إن) لأنها عامل ضعيف، فلما بعدت بطل عملها، وهي زائدة نحو: (انتظرتك ما إن جلس القاضي) وقال الفراء:⁣(⁣٢) إنها نافية، ونفي النفي إثبات، ولهذا بطل عمل (ما)، وقد أجاز بعض الكوفيين⁣(⁣٣) العمل مع (إن) واحتج بقوله:


(١) البيت من الوافر، وهو لفروة بن مسيك أو للكميت، ينظر الكتاب ٣/ ١٥٣، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ١٠٦، والمقتضب ١/ ٥١، ٢/ ٣٦٤، والخصائص ٣/ ١٠٨، وشرح المفصل ٥/ ١٢٠، وشرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٥٠٧، وشرح الرضي ١/ ٢٦٦، ورصف المباني ١٩٢ - ٣٧٨، والجنى الداني ٣٢٧، ومغني اللبيب ٣٨، وشرح شواهد المغني ١/ ٨١، واللسان مادة (طبب) ٤/ ٢٦٣١، وهمع الهوامع ٢/ ١١١، والخزانة ٤/ ١١٢.

والشاهد فيه قوله: (ما إن طبّنا جبن) حيث زيدت إن بعد ما توكيدا فكفتها عن العمل وذلك كما ذكر الشارح.

(٢) ينظر شرح الرضي ١/ ٢٦٧.

(٣) ينظر شرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٥٠٧. قال ابن مالك: وإن هذه زائدة كافة ل (ما)، كما هي ما كافة ل (إنّ وأخواتها) في نحو (إنما اللّه إله واحد) وزعم الكوفيون أن إن المقترنة ب (ما) هي النافية جيء بها بعد ما توكيدا، والذي زعموه مردود بوجهين:

أحدهما: أنها لو كانت نافية مؤكدة لم تغير العمل كما لم يتغير بتكرير ما إذا قيل ماما زيد قائما.

الثاني: أن العرب قد استعملت إن زائدة بعد ما التي بمعنى الذي وبعد ما المصدرية التوقيتية لشبهها في اللفظ بما النافية، فلو لم تكن زائدة المقترنة بما النافية، لم يكن لزيادتها بعد الموصولتين مسوغ.