المنصوبات
  [٢٩٢] بنى غداته ما إن أنتم ذهبا(١) ... ...
  وتؤول بأن (إن) النافية والعمل لها، ولا بد أن يلزم المتأول زيادة (ما) واللّه أعلم.
  الثاني: إذا كررت فإنها تكف ك (إن) ومنهم من أعملها واحتج بقوله:
  [٢٩٣] ... ... فامن حمام أحد معتصما(٢)
  قال الوالد: وهو الظاهر لأنها مؤكدة، والمؤكد لا يغير حكم المؤكد إذا كان لفظيا.
  الثالث قوله: (أو انتقض النفي بإلا) فإنه يبطل لأن (إلا) تقلب النفي إثباتا نحو {وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ}(٣) وأجازه بعضهم واستدل بقوله:
(١) صدر بيت من البسيط وهو بلا نسبة في شرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٥٠٦، وينظر شرح الرضي ١/ ٢٦٧، والجنى الداني ٣٢٨، وشرح شذور الذهب ٢٢٠، ومغني اللبيب ٣٨، وشرح شواهد المغني ١/ ٨٤، وهمع الهوامع ٢/ ١١٢، واللسان مادة (صرف) ٤/ ٢٤٣٥، والخزانة ٤/ ١١٩. وعجزه:
ولا صريفا ولكن أنتم خزف
ويروى بني غدانة حقا لستم ذهبا، ينظر اللسان (صرف)، ويروى برفع ذهب ونصبها.
والشاهد فيه قوله: (ما إن أنتم ذهبا) فإن ما هذه نافية وقد وقع بعدها إن، وإن هذه تحتمل أن تكون زائدة لا تدل على شيء سوى التأكيد، وقد تؤول البيت بأن إن نافية والعمل لها وما زائدة على ما ذكره الشارح.
(٢) الرجز بلا نسبة في شرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٥٠٧، وينظر الجنى الداني ٣٢٨، وهمع الهوامع ٢/ ١١٢، وخزانة الأدب ٤/ ١٢٠، وشرح الأشموني ٢/ ٤١٠، والمقاصد النحوية ٤/ ١١٠.
وتمام الرجز:
لا ينسك الأسى تأسيا فما
والشاهد فيه قوله: (فما ما) ما الثانية مؤكدة لمثلها وعامله على مذهب الكوفيين الذي ذكره ابن مالك في شرح التسهيل المذكور في المصادر السابقة.
(٣) آل عمران ٣/ ١٤٤، وتمامها: {وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ ...}.