النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المجرورات

صفحة 527 - الجزء 1

  حذف التنوين للإضافة لأن التنوين يفيد الانفصال، والإضافة تفيد الاتصال، ولأن التنوين للتنكير والإضافة للتعريف واختلف في الاسمين المضاف، فقيل الأول لأنه اكتسى من الثاني التعريف والتخصيص، وهو قول الجمهور⁣(⁣١) وقيل الثاني مضاف لأنه بعد الأول، لأن الأول عامل الجر في المضاف إليه عند سيبويه⁣(⁣٢)، الجمهور المضاف لنيابته مناب الحرف، وقال الزجاج:⁣(⁣٣) حرف الجر المقدر، وقيل: معنوي، وهو كونه مضافا، ويكفي في الإضافة أدنى ملابسة واختصاص بين المضاف والمضاف إليه، كقول أحد حاملي الخشبة لصاحبه: (احمل طرفك)⁣(⁣٤) قال:

  [٣٠٢] إذا كوكب الخرقاء لاح بسحرة ... سهيل أذاعت غزلها في القرائب⁣(⁣٥)

  فإنه أضاف الكوكب إلى الخرقاء، ولا اختصاص لها به سوى أنه يجد في الاستعداد للشتاء عند طلوعه، إذا برددت وتعرف غزلها في قرائبها فكفت هذه الملابسة في الإضافة.

  قوله: (وهي معنوية ولفظية) يعني الإضافة تنقسم إلى معنوية ولفظية


(١) ينظر شرح الرضي ١/ ٢٧٣ ن وهمع الهوامع ٤/ ٢٦٥ وما بعدها.

(٢) ينظر الكتاب ١/ ١٩٩ وما بعدها، وينظر شرح الرضي ١/ ٢٧٢.

(٣) ينظر رأي الزجاج في همع الهوامع ٤/ ٢٦٥.

(٤) ينظر شرح الرضي ١/ ٢٧٤، وشرح المفصل ٣/ ٨.

(٥) البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في شرح المفصل ٣/ ٨، وشرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٥٥٦، وخزانة الأدب ٣/ ١١٢، واللسان مادة (غرب) ٥/ ٣٢٢٥، والمقاصد النحوية ٣/ ٣٥٩، والأشباه والنظائر ٣/ ١٩٣.

والشاهد فيه قوله: (كوكب الخرقاء) حيث أضيف الكوكب إلى الخرقاء لأدنى ملابسة، بسبب اجتهادها في العمل عند طلوعه وكما ذكر الشارح. ويروى أضاعت بدل أذاعت، ويروى في الغرائب بدل القرائب.