المجرورات
  على أصل التقاء الساكنين. قراءة حمزة {ما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ}(١) فقيل لحن(٢)، وقيل: دخلت ياء النسب للمبالغة، ثم حذفت وبقيت الكسرة دليلا عليها حكاها الفراء(٣) وقطرب(٤) ومنها قال:
  [٣١٢] قال لها: هل لك يا تافيّ ... قالت له: ما أنت بالمرضيّ(٥)
  والإسكان مع الألف نحو {مَحْيايَ}(٦) في قراءة نافع، وهو عند النحويين
(١) سورة إبراهيم ١٤/ ٢٢ {ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ ...}. وقراءة العامة بفتح الياء مع التشديد، وقرأ الأعمش وحمزة بمصرخيّ بكسر الياء والأصل فيها بمصرخيين، فذهبت النون للإضافة وأدغمت ياء الجماعة في ياء الإضافة، فمن نصب فلأجل التضعيف، ولأن ياء الإضافة إذا سكن ما قبلها تعين فيها الفتح مثل: هواي وعصاي، فإن تحرك ما قبلها جاز الفتح والإسكان مثل: غلامي وغلامتي، ومن كسر فلالتقاء الساكنين حركت إلى الكسر لأن ياء أخت الكسرة ينظر السبعة في القراءات ٣٦٢، والبحر المحيط ٥/ ٤٠٨ - ٤٠٩، وحجة القراءات ٣٧٧.
(٢) قال القرطبي: قال القيشيري: والذي يغني عن هذا، أن ما يثبت بالتواتر عن النبي (فلا يجوز أن يقال فيه هو خطأ أو قبيح أو رديء، بل هو في القرآن فصيح، وفيه ما هو أفصح منه فلعل هؤلاء أرادوا غير هذا الذي قرأ به حمزة أفصح (ينظر تفسير القرطبي ٤/ ٣٥٨٦، وفتح القدير للشوكاني ٣/ ١٠٤، والبحر المحيط ٥/ ٤٠٨ - ٤٠٩. وقد فنّد القول فيها أبو حيان في البحر.
(٣) ينظر معاني القرآن للفراء ٢/ ٧٦، والبحر المحيط ٥/ ٤٠٨ - ٤٠٩.
(٤) ينظر رأي قطرب في البحر المحيط ٥/ ٤٠٨ - ٤٠٩.
(٥) البيت من الخفيف وهو بلا نسبة، ينظر معاني القرآن للفراء ٢/ ٧٦، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ٦٢٧، وشرح الرضي ١/ ٢٩٥، والبحر المحيط ٥/ ٤٠٩.
والشاهد فيه قوله: (فيّ) حيث ألحق ياء النسبة في (فيّ) من الأسماء الستة على اللغة الضعيفة، كما ذكر الفراء وقطرب، وقد نقلت رأيهما في توجيه الآية {ما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} من البحر المحيط ٥/ ٤٠٩.
(٦) الأنعام ٦/ ١٦٢ وتمامها: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ} وقراءة نافع إسكان الياء قال القرطبي: وأهل المدينة (ومحياي) بسكون الياء في الإدراج، والعامة بفتحها، لأنه يجتمع ساكنان، ثم قال: ومن قرأ من أهل المدينة وأراد أن يسلم من اللحن وقف على محياي ويكون غير لاحن عند جميع النحويين، وقرأ ابن أبي إسحاق وعيسى بن عمر =