النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

التوابع

صفحة 557 - الجزء 1

  وقد قيل اشتقاق الصفة⁣(⁣١) آكد، لأنها تدل على المعاني، والمعاني لا تكون إلا في الاشتقاق فما ورد تؤول بالمشتق، والشيخ لا يتأول، والمشتق أسماء الفاعلية والمفعولين والصفات المشبهة، وأفعل التفضيل، والوارد من غير المشتق قياسي وغير قياسي، فغير القياسي عام كالوصف بأسماء الأجناس غير المفيدة مقدارا نحو (مررت برجل أسد) و (رجل شجاع) أو جبان وثعلب و (مررت برجل أب لك وأخ لك) و (خاتم حديد) و (ثوب خزّ) و (باب ساج)، وخاص كالوصف بالمصادر التي للمبالغة نحو (رجل عدل صوم رضي) وغير ذلك، وأما القياسي فعام في مواضع، الأول أسماء وضعت للصفة، وليست مشتقة من فعل نحو (ألمعيّ⁣(⁣٢) ولوذعيّ⁣(⁣٣) وجرشع⁣(⁣٤))، الثاني: ما فيه ياء النسب وقوله: (مثل تميمي) و (بصري ولحويّ) لأنه بمعنى منسوب. الثالث: ما فيه (ذو) بمعنى صاحب نحو (مررت برجل ذي مال) و (امرأة ذات جمال). الرابع الموصول مع صلته ومنهم من عدّ الموصول من الخاص لأنه لا يوصف بها إلا المعارف.


(١) ينظر شرح المفصل ٣/ ٤٨، وشرح المصنف ٥٧، وشرح الرضي ١/ ٣٠٣. قال المصنف: (يعني أن معنى النعت أن يكون تابعا يدل على معنى في متبوعه، فإذا كانت دلالته كذلك صح وقوعه نعتا، فلا فرق بين أن يكون مشتقا وغيره، ولكن بما كان الأكثر في هذا المقصود وضع المشتق توهم كثير من النحويين أن الاشتقاق شرط حتى تأولوا غير المشتق بالمشتق، والأسماء التي وقعت صفات وهي غير مشتقة) من شرح المصنف ٥٧.

(٢) الألمعي: ينظر لمع في اللسان ٥/ ٤٠٦٧.

(٣) اللوذعي: هو الحديد الفؤاد واللسان، الظريف كأنه يلذع من ذكائه، وقيل هو الحديد النفس. ينظر اللسان مادة (لذع) ٥/ ٤٠٢٤.

(٤) الجرشع: العظيم الصدر، وقيل الطويل وقال الجوهري من الإبل مخصص وزاد المنتفخ الجنبين - ينظر اللسان مادة (جرشع) ١/ ٥٩٩.