النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

التوابع

صفحة 560 - الجزء 1

  [٣٢٢] حتى إذا جن الظلام واختلط ... جاؤوا بمذق هل رأيت الذئب قط⁣(⁣١)

  فمتأول بمقول.

  قوله: (ويلزم الضمير) وذلك ليربط بين الجملة وموصوفها لأنها أجنبية لا بد لها من رابط ولا يجب ذكره لفظا⁣(⁣٢)، بل قد يحذف نحو قوله:

  [٣٢٣] ... ... وما شئ حميت بمستباح⁣(⁣٣)

  كما في عائد الموصول ولا يصح الربط بالواو، كالحال، لأن الصفة خبر في المعنى والخبر لا يربط بالواو.

  قوله: (ويوصف بحال الموصوف) هذا هو الكثير نحو (مررت برجل


(١) البيت من الرجز وهو للعجاج في ملحق ديوان ٢/ ٣٠٤، وينظر الأنصاف ١/ ١١٥ والمفصل ١١٥، وشرح المفصل ٣/ ٥٢، أمالي ابن الشجري ٢/ ١٤٩ وشرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ٦٦٩، وشرح المصنف ٥٧، وشرح الرضي ١/ ٣٠٨، والبحر المحيط ٤/ ٤٧٨ ومغني اللبيب ٣٢٥ والهمع ٥/ ١٧٤، وخزانة الأدب ٢/ ١٠٩.

والشاهد فيه قوله: (هل رأيت الذئب قط) وذلك لأنها جملة إنشائية ولا تحتمل الصدق والكذب، وظاهرها يشبه أن يكون صفة لمذق وليس كذلك، ولا بد في ذلك من التأويل وتقديره: جاؤوا بمذق مقول عند رؤيته هل رأيت الذئب قط، وقيل التقدير: جاؤوا بمذق مشابه لونه لون الذئب.

(٢) ينظر شرح المصنف ٥٧، وشرح الرضي ١/ ٣٠٨.

(٣) عجز بيت من الوافر، وصدره:

أبحت حمى تهامة بعد نجد

وهو لجرير في ديوانه، وينظر الكتاب ١/ ٨٧ - ١٣٠، وسر صناعة الإعراب ١/ ٤٠٥، وأمالي ابن الشجري ١/ ٧٨ - ٣٢٦، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ٦٧٠، ومغني اللبيب ٦٥٣ - ٧٩٩، والمقاصد النحوية ٤/ ٧٥، وخزانة الأدب ٦/ ٤٢.

والشاهد فيه قوله: (حميت) حيث جاءت الجملة الموصوف بها مربوطة بالضمير المقدر المنصوب والتقدير حميته.