النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

التوابع

صفحة 564 - الجزء 1

  قوله: (ويجوز قعود غلمانه) وعليه: {خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ}⁣(⁣١) وإنما جاز لأنه جمع تكسير فقد زال فيه شبه الفعل في عدد الحروف والحركات والسكنات لكنه يضعف جملة لضعف شبه الفعل.

  قوله: (والمضمر لا يوصف ولا يوصف به) الأسماء على أربعة أقسام: فالمضمر لا يوصف ولا يوصف به، وإنما لم يوصف. قيل لإيغاله في شبه الحرف الذي لا يقبل وصفا، وقيل: لأن الصفة تأتي للتوضيح، والمضمر المتكلم والمخاطب في غاية الوضوح⁣(⁣٢)، وحمل عليها الغائب لأنه من جنسهما ولأن مفسره لفظي فصار غير محتاج إلى التوضيح المطلوب في وصف المعارف غالبا، وأجاز الكسائي⁣(⁣٣) صفة المضمر الغائب صفة مدح أو ذم، واحتج بقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}⁣(⁣٤) وبقوله:

  [٣٢٤] ... ... فلا تلمه أن ينام البائسا⁣(⁣٥)


(١) القمر ٥٤/ ٧ وتمامها: {خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ}

(٢) ينظر شرح المصنف ٥٨، وشرح الرضي ١/ ٣١١ قال الرضي: أما أنه لا يوصف فلأن التكلم والمخاطب منه أعرف المعارف والأصل في وصف المعارف أن يكون للتوضيح، وتوضيح الواضح تحصيل الحاصل)، الرضي ١/ ٣١١.

(٣) ينظر رأي الكسائي في شرح الرضي ١/ ٣١١.

(٤) سبأ ٣٤/ ٤٨ قرأ عيسى بن عمر علام بالنصب على أنه بدل من ربي ينظر تفسير القرطبي ٦/ ٥٣٩٥، وقراءه الرفع لبغية القراء، وينظر البحر المحيط ٧/ ٢١٧.

(٥) الرجز بلا نسبه في الكتاب ٢/ ٧٥، ومغني اللبيب ٥١٣ وهمع الهومع ٥/ ٢١٧. وتمامه:

فأصبت بقر قرى كوانسا

قرقرى: اسم موضوع.

والشاهد فيه قوله: (تلمه البائسا) حيث وقع البائس صفة في الضمير الهاء تلمه على من جوز ذلك وهو الكسائي بينما أعربت بدلا من الضمير.