التوابع
  السماوات) والعامل فيه في وآيات عطف على الآيات، والعامل فيها أن قولهم (ما كل بيضاء شحمة ولا سوداء تمرة)(١) فسوداء معطوفة على بيضاء، وعاملها (كل) وتمرة على شحمة وعاملها (ما) وقوله:
  [٣٢٨] أكل امرئ تحسبين امرءا ... ونار تأجج بالليل نارا(٢)
  فنار الأولى معطوفة على امرئ الأول وعامله، والثانية على امرئ الثاني وعامله تحسبين، وغير ذلك من الأشعار.
  وتأوله المانعون، أما الآن فجعلوا (آيات) الثانية تأكيدا للأولى. وفي
= للفراء ٣/ ٤٥، والحجة في القراءات لابن زنجلة ٦٥٨، والسبعة في القراءات ٥٩٤، والنشر ٢/ ٣٧١، والبحر المحيط ٨/ ٤٣.
(١) ينظر هذا المثل في الكتاب ١/ ٦٥ - ٦٦، والأصول في النحو ٢/ ٧٤، والمفصل ١٠٦، وشرحه لابن يعيش ٣/ ٢٦ - ٢٧، وشرح الرضي ١/ ٣٢٥. قال سيبويه في الكتاب ١/ ٦٥ - ٦٦، ما نصه (وتقول ما كل سوداء تمرة ولا بيضاء شحمة، وإن شئت نصبت شحمة، وبيضاء في موضع جر، كأنك أظهرت (كل) فقلت ولا كل بيضاء).
وقال ابن يعيش: (وقد كثر التقلب بهذا المثل وأجاز ما فيه وجوها من الإعراب وجملتها خمسة أوجه: الأول: أن ترفع كل وتخفض سوداء بالإضافة، والثاني: أن ترفع ولا تعمل ما وتعطف جملة على جملة، الثالث: أن تنصب الأول على إعمال (ما) وترفع بيضاء وشحمة على الاستئناف، الرابع: لا تعمل (ما) ولكن تحذف كل وتبقى أثرها. والخامس: أن تبقى دون حذف وهو أحسنها) انظر شرح المفصل ٣/ ٢٧ بتصرف.
(٢) البيت من المتقارب، وهو لأبي دؤاد في ديوانه ٣٥٣، وله ولعدي بن زيد ينظر الكتاب ١/ ٦٦، ويروى فيه توقّد والمفصل ١٠٦، وشرحه لابن يعيش ٣/ ٢٦، والإنصاف ٢/ ٤٧٣، وشرح المصنف ٦٠، ومغني اللبيب ٣٨٢، وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٠٠، وشرح ابن عقيل ٢/ ٧٧.
والشاهد فيه قوله: (ونار) حيث حذف المضاف وهو كل الذي قدر وأبقى المضاف إليه مجرورا كما كان قبل الحذف، وذلك لأن المضاف المحذوف معطوف على مماثل له موجود هو كل في بداية البيت.