النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

التوابع

صفحة 575 - الجزء 1

  السماوات) والعامل فيه في وآيات عطف على الآيات، والعامل فيها أن قولهم (ما كل بيضاء شحمة ولا سوداء تمرة)⁣(⁣١) فسوداء معطوفة على بيضاء، وعاملها (كل) وتمرة على شحمة وعاملها (ما) وقوله:

  [٣٢٨] أكل امرئ تحسبين امرءا ... ونار تأجج بالليل نارا⁣(⁣٢)

  فنار الأولى معطوفة على امرئ الأول وعامله، والثانية على امرئ الثاني وعامله تحسبين، وغير ذلك من الأشعار.

  وتأوله المانعون، أما الآن فجعلوا (آيات) الثانية تأكيدا للأولى. وفي


= للفراء ٣/ ٤٥، والحجة في القراءات لابن زنجلة ٦٥٨، والسبعة في القراءات ٥٩٤، والنشر ٢/ ٣٧١، والبحر المحيط ٨/ ٤٣.

(١) ينظر هذا المثل في الكتاب ١/ ٦٥ - ٦٦، والأصول في النحو ٢/ ٧٤، والمفصل ١٠٦، وشرحه لابن يعيش ٣/ ٢٦ - ٢٧، وشرح الرضي ١/ ٣٢٥. قال سيبويه في الكتاب ١/ ٦٥ - ٦٦، ما نصه (وتقول ما كل سوداء تمرة ولا بيضاء شحمة، وإن شئت نصبت شحمة، وبيضاء في موضع جر، كأنك أظهرت (كل) فقلت ولا كل بيضاء).

وقال ابن يعيش: (وقد كثر التقلب بهذا المثل وأجاز ما فيه وجوها من الإعراب وجملتها خمسة أوجه: الأول: أن ترفع كل وتخفض سوداء بالإضافة، والثاني: أن ترفع ولا تعمل ما وتعطف جملة على جملة، الثالث: أن تنصب الأول على إعمال (ما) وترفع بيضاء وشحمة على الاستئناف، الرابع: لا تعمل (ما) ولكن تحذف كل وتبقى أثرها. والخامس: أن تبقى دون حذف وهو أحسنها) انظر شرح المفصل ٣/ ٢٧ بتصرف.

(٢) البيت من المتقارب، وهو لأبي دؤاد في ديوانه ٣٥٣، وله ولعدي بن زيد ينظر الكتاب ١/ ٦٦، ويروى فيه توقّد والمفصل ١٠٦، وشرحه لابن يعيش ٣/ ٢٦، والإنصاف ٢/ ٤٧٣، وشرح المصنف ٦٠، ومغني اللبيب ٣٨٢، وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٠٠، وشرح ابن عقيل ٢/ ٧٧.

والشاهد فيه قوله: (ونار) حيث حذف المضاف وهو كل الذي قدر وأبقى المضاف إليه مجرورا كما كان قبل الحذف، وذلك لأن المضاف المحذوف معطوف على مماثل له موجود هو كل في بداية البيت.