البدل
  قوله: (وهو بدل الكل والبعض والاشتمال والغلط) قال في البرود: في إدخاله اللام على (كل) و (بعض) نظر، لأن مذهب سيبويه(١) أنهما معرفتان بنية الإضافة، ودليله نصب الحال من كل في قول العرب:
  (مررت بكلّ قائما).
  وهذه قسمة النحاة المحققين، ومنهم من لم يعد بدل الغلط بغير (بل) كالمبرد(٢) وغيره، ورده ابن السيد(٣) بقول ذي الرمة:
  [٣٤٢] لمياء في شفتيها حوة لعس(٤) ... ...
  أبدل اللعس وهو سواد مشرب بحمرة من الحوة وهو سواد، وردّ بأنه مصدر وصف به للمبالغة نحو (حكم عدل قول فصل) وقيل: فيه تقديم وتأخير، أي في شفتيها حوة في اللثات لعس كقوله:
(١) ينظر الكتاب ١/ ١٥٤.
(٢) ينظر شرح الرضي ١/ ٣٤٢، وهمع الهوامع ٥/ ٢١٥.
(٣) هو عبد اللّه بن محمد بن السيد - بكسر السين - أبو محمد البطليوسي نزيل بلنسبة كان عالما باللغات والآداب، تصدر لإقراء النحو فيها، صنف شرح أدب الكاتب، شرح الموطأ إصلاح الخلل الواقع
في الجمل، الخلل في شرح أبيات الجمل توفي ٥٢١ هـ في بلنسية، ينظر ترجمته في البغية ٢/ ٥٥ - ٥٦ ينظر رأي ابن السيد في همع الهوامع ٥/ ٢١٥.
(٤) صدر بيت من البسيط وهو لذي الرمة في ديوانه ٣٢، وينظر الخصائص ٣/ ٢٩١، واللسان مادة (حو) ٢/ ١٠٦٢، ٣/ ٢٩١، والدرر ٦/ ٥٦، والمقاصد النحوية ٤/ ٢٠٣، وهمع الهوامع ٥/ ٢١٥، وعجزه:
وفي اللثات وفي أنيابها شنب
والشاهد فيه قوله: (حوة لعس) حيث جاء لعس بدل غلط من حوة، وتأوله بعضهم على أنه من باب التقديم والتأخير والتقدير: في شفتيها حوة وفي اللثات لعس وهذا ما ذهب إليه الشارح.