التوابع
  [٣٤٣] فأصبحت بعد خط بهجتها ... كأن قفرا رسومها قلما(١)
  أي فأصبحت بعد بهجتها قفزا، كأن قلما خط رسومها، وزاد قوم بدل الإضراب كقول النبي: «إن العبد ليصلي الصلاة ما كتب له نصفها ثلثها ربعها خمسها سدسها سبعها ثمنها تسعها عشرها»(٢) وزاد قوم بدل البداء(٣)، والفرق بينهما أن البداء ما ظهر لك الصواب في خلافه ويعدل إلى المبدل منه ولا يكون في كلام اللّه، والإضراب أن يعدل عن الأول وإن كان صوابا لغرض، ويجوز على اللّه تعالى، وهما يقدران ب (بل) كالغلط وزاد بعضهم بدل كل من بعض نحو:
  [٣٤٤] رحم اللّه أعظما دفنوها ... بسجستان طلحة الطلحات(٤)
  وتأوله المانعون على حذف مضاف تقديره، أعظم طلحة الطلحات.
(١) البيت من المنسرح، وهو بلا نسبة في الخصائص ١/ ٣٣٠، ٢/ ٣٩٣، والإنصاف ٢/ ٤٣١، واللسان مادة (خطط) ٢/ ١١٩٨، وخزانة الأدب ٤/ ٤١٨.
والشاهد فيه قوله: (كأن قفزا رسومها قلما) حيث أحزّ قلما ومكانه التقديم والتقدير كان قلما خط رسومها وهذا ما أشار إليه الشارح.
(٢) الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده ٤/ ٣٢١، من حديث عمار بن ياسر.
(٣) والبداء لا يكون في كلام اللّه لأنه يبدو بعد أن لم يكن وهذا مما يعطل فيه علم اللّه. وقد اختلف العلماء بين النسخ والبداء فالنسخ: تحويل العباد من شيء قد كان حلالا فيحرم أو كان حراما فيحلل، وأما البداء فهو ترك ما عزم عليه وهذا غير جائز في القرآن والنسخ منصوص عليه فيه (القرطبي عند تفسير الآية ١٠٦ من البقرة).
(٤) البيت من الخفيف، وهو لعبيد اللّه بن قيس الرقيات في ديوانه ٢٠، وينظر المقتضب ٢/ ١٨٨، ٤/ ٧، والإنصاف ١/ ٤، وشرح المفصل ١/ ٤٧، والجنى الداني ٦٠٥، واللسان مادة (طلح) ٤/ ٢٦٨٧، وهمع الهوامع ٥/ ٢١٦، وخزانة الأدب ٨/ ١٠ - ١٤.
الشاهد فيه قوله: (طلحة) حيث جاء بدلا من أعظم وهو من باب بدل الكل من البعض.