النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[تبيين ارجاع الضمير إلى مرجعه]

صفحة 612 - الجزء 2

  [٣٦١] فيسقى الفضا والساكنيه وإن هم ... شبوه بين جوانحي وضلوعى⁣(⁣١)

  وأما ما تقدمه معنى، فهو حيث لا يكون المفسّر مصرحا بتقديمه لفظا أو محلا، بل هناك شيء يقتضي كون المفسر قبل الضمير، وجعل نجمد الدين⁣(⁣٢) ما كان متقدما محلا من المعنوي، واعترض على المصنف في جعله من اللفظي، وقال: هو مناقض لكلامه في أول المقدمة، حيث قسم المعرب إلى لفظي وتقديري، والتقدم المعنوي في مواضع خمسة تفسير الفعل أو الصفة مصدرهما نحو: {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى}⁣(⁣٣) وقوله:

  [٣٦٢] إذا نهى السفيه جرى إليه⁣(⁣٤) ... - ...

  أي العدل والنهي، أو السفه، وتفسير اللازم ملزومه نحو: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ}⁣(⁣٥) الحجة في الضمير في إليه {وَوَرِثَهُ أَبَواهُ}⁣(⁣٦) {أَغْلالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ}⁣(⁣٧) لأن العفو يستلزم عافيا، والإرث


(١) البيت من الطويل، وهو للبحتري في ديوانه ٢/ ٢٩، والتمثيل فيه موافقة اللفظ ومطابقته كما في قوله: جوانحي وضلوعي فالجوانح هي الضلوع.

(٢) ينظر شرح الرضي ٢/ ٤.

(٣) المائدة ٥/ ٨.

(٤) صدر بيت من الوافر، وعجزه:

وخالف والسفيه إلى خلاف

وهو لأبي قيس بن الأسلت الأنصاري كما في الإنصاف ١/ ١٤٠، ومعاني القرآن للفراء ١/ ١٠٤، والخصائص ٣/ ٤٩، وشرح التسهيل السفر الأول ١/ ٢١٤، وشرح الرضي ٢/ ٥، وهمع الهوامع وخزانة الأدب ٣/ ٣٦٤، ٤/ ٢٢٦. ويروى في شرح الرضي إذا زجر بدل نهي.

(٥) البقرة ٢/ ١٧٨.

(٦) النساء ٤/ ١١.

(٧) يس ٣٦/ ٨، وتمامها: {إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ}