النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

الكلمة والكلام

صفحة 63 - الجزء 1

  وقال صاحب البرود:(⁣١) أقرب ما يحدّبة: علم يتعرّف به التغيرات العربية الواقعة على الكلم لفظا أو تقديرا، فاحترز بالتغيرات العربية عن غير العربي كنصب الفاعل ورفع المفعول وبقوله (الواقعة على الكلم) من معرفة الكلم ومعانيها وهو اللغة، ودخل في معرفة التغيرات، البناء على حركة أو سكون وإن كان لا يتبدل، لأنه لا يعرف مواضع التغيير إلا وقد عرف ما لا يتغير.

  وأما الكلمة فهي مفرد الكلم مثل تمرة وتمر لأن الكلم لم يستعمل إلا فيما فوق الاثنين بخلاف تمرة، فإن يستعمل في الواحد والاثنين والجمع، وفيها ثلاث لغات بوزن نبقة لأهل الحجاز وهي أقواها، وبوزن سدرة، وبوزن تمرة وهي أضعفها، ولها حقيقتان: لغوية واصطلاحية:

  أما اللغوية: فتستعمل حقيقة ومجازا، والحقيقة إطلاقها على كل واحد من الاسم والفعل والحرف.

  والمجاز في معان ثلاثة: يعبر بها عن القصيدة، كقول العرب: أفصح كلمة قالها لبيد:

  [١] ألا كلّ شئ ما خلا اللّه باطل ... وكلّ نعيم لا محالة زائل⁣(⁣٢)


(١) صاحب البرود هو، والد المؤلف الشارح، وله شرح على الكافية المسمى: (البرود الضافية والعقود الصافية شرح الكافية) وهو علي بن محمد بن أبي القاسم المتوفى ٨٣٧ هـ ومنه نسخة في الامبروزيانا في إيطاليا برقم ٦٩/ ٣٧٩ ينظر مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن عبد اللّه الحبشي، وقد عرّفه الشارح لهذا الكتاب في مقدمته المثبتة في بداية النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب.

(٢) البيت من الطويل، وهو للبيد بن رييعة العامري الشاعر المخضرم - الصحابي في =