النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[موارد جوازها]

صفحة 641 - الجزء 2

  للجمع بين مثلين، ولأنها ليست من الفعل، ولا منزّلة منزلة ما هو منه، كنون الضمير الفاعل ك (ضربنّ) والمحذوف نون الوقاية لأنها التي نشأ منها الثقل قاله الجزولي⁣(⁣١)، وقال سيبويه:⁣(⁣٢) نون الإعراب، لأن نون الوقاية قد جاءت لمعنى، فلو حذفت كان ذلك مناقضا للإتيان بها، لأنها تحذف للجازم والناصب؟.

  الثاني: قوله: (ولدن)⁣(⁣٣) نحو (لدنيّ) إن أتيت بها شدّدت، وإن حذفت خفضت، والخلاف في المحذوف ك (نون) الإعراب.

  الثالث: قوله: (وبأن وأخواتها)⁣(⁣٤) يعني إنّ ولكنّ وليت ولعل، وسنذكر حكمها، تقول: إني وإنني وأنني، كأني وكأنني، ولكني ولكنني،


(١) ينظر رأي الجزولي في شرح الرضي ٢/ ٢٢. الجزولي: سبقت ترجمته.

(٢) ينظر الكتاب ٢/ ٣٦٩.

(٣) قال الرضي في شرحه ٢/ ٢٢: (حذف نون الوقاية من لدن لا يجوز عند سيبويه والزجاج إلا للضرورة، وعند غيرهما الثبوت راجح، وليس الحذف للضرورة لثبوته في السبع، وعلى كل حال كان حق لدن أن يذكره المصنف إما مع الماضي أو مع ليت ومن وعن لكنه تبع الجزولي فإنه قال في لدن: أنت مخير)، وينظر الكتاب ٢/ ٣٧٠ - ٣٧١.

وقرأ الجمهور بإدغام نون لدن من سورة الكهف ١٨/ ٧٦، وتمامها: {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً} في نون الوقاية التي اتصلت بياء المتكلم، وقرأ نافع وعاصم بتخفيف النون وهي نون لدن اتصلت بياء المتكلم، وهو القياس لأن أصل الأسماء إذا أضيفت إلى ياء المتكلم لم تلحق نون الوقاية نحو غلامي وفرسي، وأشمّ (شعبة) الضم في الدال، وروي عن عاصم سكون الدال، قال ابن مجاهد: وهو غلط وكأنه يعني من جهة الرواية، وأما من حيث اللغة فليست بغلط، لأن من لغاتها (لد) بفتح اللام وسكون الدال. ينظر البحر المحيط ٦/ ١٤٢، وتفسير القرطبي ٥/ ٤٠٦١ - ٤٠٦٢، وفتح القدير للشوكاني ٣/ ٣٠٣.

(٤) قال الرضي وكلامه أدق من كلام الشارح حيث قال: (يعني بأخواتها أنّ وكأنّ ولكنّ، وأما ليت ولعل فسيجيء حكمها بعد، وإنما جاز إلحاق نون الوقاية بإنّ وأخوتها لمشابهتها الفعل). ينظر الرضي ٢/ ٢٣.