النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[موارد جوازها]

صفحة 642 - الجزء 2

  والمحذوف، قيل: النون الأولى لأنها ساكنة، والحذف يسرع إلى الساكن، وقيل الثانية، لأنها في موضع اللام، والإعلال في اللامات أكثر من العينات، وقيل نون الوقاية لأن الثقل نشأ منها.

  قوله: (مخير) يعني أنت مخير في هذه المواضع الثلاثة، مخير في الإتيان بنون الوقاية وحذفها، وبعضهم جعل إتيانها مع (لدن) أولى، وسيبويه⁣(⁣١) قال: لا يجوز سقوطها معها إلّا ضرورة، وأما المختار إتيانها.

  ففي قوله: (ومختار في ليت ومن وعن وقد وقط) وقد جاء الحذف كقوله:

  [٣٨٩] كمنية جابر إذ قال ليتى⁣(⁣٢) ... ... -

  وقوله:

  [٣٩٠] فياليتى إذا ما كان ذاكم ... ... -


(١) ينظر الكتاب ٢/ ٣٧٠، قال في الكتاب ٢/ ٣٧١: (وقد جاء في الشعر قطي وقدي، فأما الكلام فلا بد فيه من النون، وقد اضطر شاعر فقال قدي ...).

(٢) صدر البيت من الوافر، وعجزه:

أصادفه وأتلف جلّ مالي

وهو لزيد الخيل كما في ديوانه ٨٧، وينظر الكتاب ٢/ ٣٧٠، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٩٧، ومجالس ثعلب ١٢٩، ونوادر أبي زيد ٦٨، والمقتضب ١/ ٢٥٠، وشرح المفصل ٣/ ١٢٣، وشرح التسهيل السفر الأول ١/ ١٨١، وشرح الرضي ٢/ ٢٣، وشرح ابن عقيل ١/ ١١١.

ويروى: وأفقد بدل أتلف، وبعض بدل جلّ.

والشاهد فيه قوله: (ليتي) حيث حذف نون الوقاية من ليت الناصبة لياء المتكلم وهذا الحذف نادر وقليل إذ القياس وجود النون.