النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

ضمير الفصل

صفحة 648 - الجزء 2

  قوله: (يسمى فصلا)⁣(⁣١) هذه تسمية البصريين⁣(⁣٢).

  (ليفصل بين كون الخبر خبرا، أو كونه نعتا)⁣(⁣٣) وقد اعترض بأنه قد يأتي حيث لا يلتبس بالنعت، وذلك حيث يدخل (كأنّ) أو (إن) نحو: (إن زيدا هو القائم)، و (كأن زيدا هو القائم) وحيث يتصل المبتدأ بعامله نحو:

  {كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ}⁣(⁣٤)، و (علمته هو القائم) وأجيب بأنه حمل ما لبس فيه على مالا يلبس، والكوفيون⁣(⁣٥) يسمونه عمادا وبعضهم (دعامة) لأنه يعتمد عليه الخبر في عدم سقوط الخبر كعماد البيت الذي يحفظ السقف⁣(⁣٦).

  قوله: (وشرطه أن يكون الخبر معرفة، أو أفعل من كذا) [مثل كان زيد هو أفضل من عمرو]⁣(⁣٧) له شروط:

  الأول: المطابقة كما تقدم.

  الثاني قوله: (وشرطه إلى آخره)⁣(⁣٨) وإنما اشترط ذلك، لأنه لو كان


(١) في الكافية المحققة اختلاف: (ليفصل بين كونه نعتا وخبر).

(٢) ينظر رأي البصريين في شرح المصنف ٦٩ - ٧٠، وشرح المفصل ٣/ ١١٠، وشرح الرضي ٢/ ٢٤.

(٣) قال الرضي في شرحه ٢/ ٢٤: (قال المتأخرون إنما سمي فصلا لأنه فصل بين كون ما بعده نعتا وكونه خبرا، لأنك إذا قلت: زيدا القائم جاز أن يتوهم السامع كون القائم صفة فينتظر الخبر، فجئت بالفصل ليتعين كونه خبرا لا صفة).

(٤) المائدة ٥/ ١١٧ وتمامها: {ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}

(٥) ينظر رأي الكوفيين في شرح المفصل ٣/ ١١٠، وشرح المصنف ٦٩ - ٧٠، وشرح الرضي ٢/ ٢٤.

(٦) هذه العبارة منقولة عن الرضي بتصرف ٢/ ٢٤.

(٧) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة، وينظر الكتاب ٢/ ٣٩٢، والمقتضب ٤/ ٨٠٣، وشرح المصنف ٧٠، وشرح الرضي ٢/ ٢٥ وفيه تفصيل.

(٨) إعادة لقوله: وشرطه أن يكون الخبر معرفة، وهو الشرط الثاني كما ذكره الشارح.