النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

ضمير الفصل

صفحة 649 - الجزء 2

  الخبر نكرة نحو: (زيد هو منطلق) لم يقع لبس في منطلق أنه خبر لأنه لا يوصف بالنكرة المعرفة، ومثال المعرفة: (زيد هو القائم)، ومثال أفعل: (زيد هو أفصل منك) وإنما قام أفعل مقام المعرفة، لأنه لا يخلو عن الإضافة أو (من) أو (اللام) ف (الإضافة) و (من) كلّ منهما قائم مقام اللام، ودليله أنه لا يصح الجمع بين أحدهما واللام لما كانت قائمة مقامها⁣(⁣١).

  الثالث: أن يكون المبتدأ معرفة، وأجاز الكوفيون⁣(⁣٢) الفصل بين النكرتين، لأن اللبس حاصل فيهما، واحتجوا بقوله تعالى: {أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ}⁣(⁣٣).

  الرابع: أن يتأخر، فإن تقدم لم يكن فصلا لزوال اللبس، خلافا للكسائي⁣(⁣٤).

  الخامس: أن لا يدخل الخبر ما يعيّنه للخبرية، ك (اللام) و (الفاء) و (إلا) نحو: (إنّ زيدا هو القائم) و (أما زيد هو فقائم) و (ما زيد هو إلا قائم).

  السادس: أن لا تعطف عليه ولا به نحو: (زيد هو القائم وهو القاعد) و (كان زيد وهو القائم) وأجاز ذلك هشام⁣(⁣٥) واحتج بقوله:


(١) ينظر شرح المصنف ٧٠.

(٢) ينظر شرح التسهيل السفر الأول ١/ ٢٢٨.

(٣) النحل ١٦/ ٩٢ وتمامها: {وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ ...}.

(٤) ينظر رأي الكسائي في شرح التسهيل السفر الأول ١/ ٢٢٩ - ٢٣٠، وشرح الرضي ٢/ ٢٦.

(٥) ينظر رأي ابن هشام في همع الهوامع ١/ ٢٤٢ - ٢٤٣.

هشام الضرير هو هشام بن معاوية الضرير أبو عبد اللّه النحوي الكوفي أحد أصحاب الكسائي توفي