ضمير الفصل
  [٣٩٩] فأضحى لو كانت خرسان دونه ... رآها مكان الشوق أو هي أقربا(١)
  [ظ ٨٠] وتؤول بأن (أقرب) ظرف خبر للضمير، فهذه شروط ستة في جواز كونه فصلا، ومما يوجب كونه فصلا وجهان: حيث يدخل عليه اللام وهي الغارقة، وما بعده منصوب، نحو (إن كان زيد لهو الظريف) لأنها لا تدخل على التابع ولا هو مستقبل، إذن لرفع ما بعده، فإن كان ما بعده مرفوعا، احتمل الثاني أن يكون ما قبله وما بعده منصوبا نحو: {إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ}(٢).
  قوله: (ولا موضع له عند الخليل) مذهب الخليل وسيبويه(٣) وجمهور النحاة أن هذه الصيغة لا موضع لها من الإعراب، لأنه إن كانت تابعة وجب مطابقتها لما قبلها في الإعراب، وإن كانت متبوعة وجب رفع ما بعدها في نحو: (كان زيد هو القائم)(٤)، اختلف هؤلاء، فقال سيبويه: (٥)
= سنة ٢٠٩ هـ له مقالة في النحو صنف مختصر النحو، الحدود، القياس ينظر ترجمته في البغية ٢/ ٣٢٨.
(١) البيت من الطويل، وهو لعبد اللّه بن الزبير في ديوانه ٥٥ / والأغاني ١٤/ ٢٣١.
والشاهد فيه قوله: (أو هي أقربا) حيث جاءت هي ضميرا للفصل بين الضمير في رآها والخبر أقربا، ويجوز أن تكون هي وصفا للهاء التي (هي) المفعول الأول ل (رأي)، ويجوز أن تكون هي مبتدأ وأقرب ظرفا هو والتقدير: أو هي أقرب من الشوق.
(٢) الكهف ١٨/ ٣٩ وتمامها: {وَلَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَوَلَداً}
(٣) ينظر الكتاب ٢/ ٣٩٢ وما بعدها، وينظر شرح التسهيل السفر الأول ١/ ٢٣٠، وشرح المفصل ٣/ ١١٢، وشرح الرضي ٢/ ٢٧.
(٤) ينظر شرح المفصل ٣/ ١١٢، قال ابن يعيش: فنقول في المبتدأ (كان زيد هو القائم) ترفع القائم بعد أن كان منصوبا، وتكون الجملة في موضع خبر.