النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

ضمير الشأن والقصة

صفحة 657 - الجزء 2

  تقديره: أنه الحمد للّه رب العالمين، وأنه سيكون، وأنه هالك، وإنما التزم حذفه لأنه قد ثبت أنّ (إنّ) المكسورة إذا خففت جاز إعمالها، نحو قوله تعالى: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ}⁣(⁣١)، والمفتوحة أقوى منها لقوة شبهها بالفعل، فالتزموا أن يكون فيها ضمير الشأن في المفتوحة للخفة، لأنه لو أظهر لطال الكلام به، وبالجملة المفسرة بعده، وقد جاء ظاهرا في نحو قوله:

  [٤٠٥] فلو أنك في يوم الرّخاء سألتني ... فراقك لم أبخل وأنت صديق⁣(⁣٢)


= ٢/ ٧٦، وشرح المفصل ٨/ ٧١، والإنصاف ١/ ١٩٩، والمقتضب ٣/ ٩، والمنصف ٣/ ١٢٩، وخزانة الأدب ٥/ ٤٢٦، ٨/ ٣٩٠، وهمع الهوامع ٢/ ١٨٥.

والشاهد فيه قوله: (أن هالك كلّ من يحفى) حيث أضمر اسم أن المحققة واسمها ضمير الشأن المحذوف وتقديره: أنه هالك والخبر كل من يحفى وينتعل هالك، فهالك خبر مقدم لكل.

(١) هود ١١/ ١١١، وتمامها: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ إِنَّهُ بِما يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}

قرأ الحرميان وأبو بكر وإن كلا بتخفيف النون ساكنة، وأجمعت السبعة على نصب كلا، فتصور في قراءتهم أربع قراءات إحداها: تخفيف (إن) و (لما) وهي قراءة الحرميين، والثانية تشديدهما وهي قراءة ابن عامر وحمزة وحفص، والثالثة: تخفيف (إنّ) وتشديد (لمّا) وهي قراءة أبي بكر، والرابعة: تشديد (إنّ) وتخفيف (لّما) وهي قراءة الكسائي وأبي عمرو، وقرأ أبي والحسن بخلاف عنه وأبان بن ثعلب و (إن) بالتخفيف (كلّ) بالرفع و (لّما) مشددا. ينظر البحر المحيط ٥/ ٢٦٦، وينظر تفسير القرطبي ٤/ ٣٣٣٢، وفتح القدير ٢/ ٥٢٩.

(٢) البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في المنصف ٣/ ١٢٨، وشرح المفصل ٨/ ٧١، والجنى الداني ٢١٨، وشرح الرضي ٢/ ٢٩، وشرح ابن عقيل ١/ ٣٨٤، ومغني اللبيب ٤٧، وشرح شواهد المغني ١/ ١٠٥، واللسان مادة (أنن) ١/ ١٥٦، وهمع الهوامع ٢/ ١٨٧، وخزانة الأدب ٥/ ٢١٦، ٤/ ٤٢٧. ويروى طلاقك بدل فراقك.

والشاهد فيه قوله: (أنك) حيث خففت أنّ المفتوحة الهمزة وبرز اسمها وهو الكاف، وذلك قليل والكثير أن يكون اسمها ضمير الشأن واجب الاستتار وخبرها جملة سألتني.