النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

ضمير الشأن والقصة

صفحة 656 - الجزء 2

  وقوله:

  [٤٠٣] إنّ من يدخل الكنيسة يوما ... يلق فيها حاذرا وظباء⁣(⁣١)

  وضمير الشأن في هذين البيتين محذوف تقديره: إنه من لام، وإنّه من يدخل الكنيسة، والملجيء لهم إلى تقدير ضمير شأن أنّ (إن) لها صدر الكلام و (من) الشرطية لها الصدر أيضا، وإذا كان كذلك لم يصح أن يكون اسم الشرط معمولا ل (إنّ) بل اسمها المحذوف هو المعمول والجملة الشرطية هي الخبر.

  قوله: (إلا مع «أنّ» إذا خففت فإنه لازم) يعني فإنه لازم مع (أن) المفتوحة نحو قوله تعالى: {وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ}⁣(⁣٢) و {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى}⁣(⁣٣) وقوله:

  [٤٠٤] في فتية كسيوف الهند قد علموا ... أن هالك كل من يحفى وينتعل⁣(⁣٤)


= والشاهد فيه قوله: (إنّ من لام) حيث أضمر ضمير الشأن والتقدير: إنه أي الشأن وذلك ضرورة، لأن اسم الشرط لا يعمل فيه ما قبله.

(١) البيت من الخفيف، وينسب للأخطل في ملحق ديوانه ٣٧٦، ينظر شرح المفصل ٣/ ١١٥، وأمالي ابن الحاجب ١/ ١٥٨، وشرحه على الكافية ٧٠، وشرح الرضي ٢/ ٢٩، ومغني اللبيب ٥٦، وشرح شواهد المغني ٢/ ٩١٨، والأشباه والنظائر ٨/ ٤٦، وهمع الهوامع ٢/ ١٦٤، وخزانة الأدب ٥/ ٤٢٠، ٩/ ١٥٥.

والشاهد فيه قوله: (إن من يدخل الكنيسة) حيث حذف اسم إنّ وهو ضمير الشأن، ولا يجوز اعتبار (من) اسمها لأنها شرطية بدليل جزمها الفعلين، والشرط له الصدر في جملته فلا يعمل فيه ما قبله.

(٢) يونس ١٠/ ١٠، وتمامها: {دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ}

(٣) المزمل ٧٣/ ٢٠، وتمام المعنى: {فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ ...}.

(٤) البيت من البسيط، وهو للأعشى في ديوانه ١٠٩، وينظر الكتاب ٢/ ١٣٧، ٣/ ٧٤، وشرح أبيات سيبويه =