النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[ألفاظها]

صفحة 675 - الجزء 2

  [٤٢٥] ... - ... نجوت وهذا تحملين طليق⁣(⁣١)

  أي والذي، وبعضهم جعلها موصولة مع (من) نحو:

  [٤٢٦] ألا إن قلبي لدى الظاعنينا ... حزين فما ذا يعزّى الحزينا⁣(⁣٢)

  وقوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ}⁣(⁣٣) لبس منه لدخول الذي.

  قوله: (والألف واللام) بمعناهما، يعني بمعنى (الذي) و (التي) إذا كانتا في اسم الفاعل والمفعول نحو: الضارب والضاربة، أي الذي ضرب والتي ضربت، ولا يكونان حرفي تعريف، لأنه لا يتقدم معمولهما عليهما، لا يجوز (زيدا [و ٨٤] أنا الضارب) وجعلهما⁣(⁣٤) الأخفش حرفين⁣(⁣٥) للتعريف العهدي أو الجنسي كالرجل، وإنما يتقدم معمولها لضعف شبه اسم


(١) عجز بيت من الطويل، وهو ليزيد بن مفرّغ في ديوانه ١٧٠، وينظر معاني القرآن للفراء ١/ ١٣٨، ٢/ ١٧٧، وشرح المفصل ٤/ ٧٩، والإنصاف ٢/ ٧١٧، وأمالي ابن الحاجب ١/ ٣٦٢، وشرح الرضي ٢/ ٤٢، وتذكرة النحاة ٢٠، ومغني اللبيب ٦٠٢، وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٥٩، واللسان مادة (عدس) ٤/ ٢٨٣٧، وهمع الهوامع ١/ ٢٩٠، وخزانة الأدب ٦/ ٤١ - ٤٢ - ٤٨، ويروى: أمنت بدل نجوت. وصدره:

عدس ما لعبّاد عليك إمارة

والشاهد فيه قوله: (وهذا تحملين طليق) على رأي الكوفيين حيث يجوز كون (ذا) وجميع أسماء الإشارة أن تكون موصولة بغض النظر عن هاء التنبيه التي تتصل بهذه الأسماء، والتقدير: والذي تحملينه طليق.

(٢) البيت من المتقارب، وهو لأمية بن أبي عائذ الهذلي في ديوانه ٦٣، وشرح التسهيل لابن مالك السفر الأول ١/ ٢٧٢، وأوضح المسالك ١/ ١٦١، والمقاصد النحوية ١/ ٤٤١، وخزانة الأدب ٢/ ٤٣٦، وشرح التصريح ١/ ١٣٩، ويروى فمن ذا.

والشاهد فيه قوله: (فمن ذا يعزي) حيث أتى ب (ذا) اسما موصولا بمعنى الذي بعد (من) الاستفهامية، وحاء ل (ذا) بصلة هي جملة (يعزي الحزين).

(٣) البقرة ٢/ ٢٥٥.

(٤) في الأصل جعلها وهو تحريف.

(٥) ينظر شرح الرضي ٢/ ٤٢.