النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[جواز حذف العائد]

صفحة 677 - الجزء 2

  [٤٢٨] من يعن بالحمد لا ينطق بما سفه⁣(⁣١) ... ... -

  أي بما هو سفه، وإن كان منصوبا فإن كان بحرف مشبه أو بفعل ناقص، أو غير متصرف، أو كان ضميرا منفصلا لم يجز أيضا وإن كان ما عدا ذلك جاز بشرطين أن يكون على حذفه دليل يحترز من (جاء الذي ضربته في داره)، لأنه لا دليل على المحذوف، وأن يكون مما يجوز حذفه، ولم يدخل عليه الموصول، ومثاله ما اجتمعت فيه الشروط، نحو: (جاء الذي ضربت)، يجوز (ضربته) وعليه: {أَ هذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا}⁣(⁣٢) {وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ}⁣(⁣٣) {وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ}⁣(⁣٤) وعملته، وإن كان مجرورا بإضافة لفظية جاز نحو {فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ}⁣(⁣٥) فيمن جعل الضمير مضافا إليه، وإن كان


= على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هو أحسن ينظر البحر المحيط ٤/ ٢٥٦، وتفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن ٣/ ٢٥٧٨ - ٢٥٧٩، وفتح القدير ٢/ ١٨٠، وقال الرضي هي قراءة شاذة أي بالرفع ينظر شرح الرضي ٢/ ٤٣.

(١) البيت من البسيط وهو بلا نسبة في شرح التسهيل السفر الأول ١/ ٢٨٤، وينظر أوضح المسالك ١/ ١٦٨، والمقاصد النحوية ١/ ٤٤٦، والهمع ١/ ٣١٢، وشرح التصريح ١/ ١٤٤، وشرح الأشموني ١/ ٧٨.

وعجزه:

ولم يحد عن سبيل المجد والكرم

ويروى لم بدل لا.

والشاهد فيه قوله: (بما سفه) حيث حذف العائد إلى الاسم الموصول من جملة الصلة مع كون هذا العائد مرفوعا بالابتداء، ولم تظل الصلة، إذ لم تشتمل إلا على المبتدأ والخبر والتقدير كما ذكره الشارح (بما هو سفه).

(٢) الفرقان ٢٥/ ٤١، وتمامها: {وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَ هذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا}

(٣) فصلت ٤١/ ٣١ وتمامها: {نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ}

(٤) يس ٣٦/ ٣٥، وتمامها: {لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَ فَلا يَشْكُرُونَ}

(٥) طه ٢٠/ ٧٢، وتمامها: {قالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالَّذِي فَطَرَنا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا}