[جواز حذف العائد]
  بمعنوية لم يجز، نحو: (كالذي قام أبوه)، وإن كان مجرورا بحرف، فإن كان قائما مقام الفاعل أو محصورا، أولا دليل على حذفه نحو: (جاء الذي مررت به في داره) لم يجز حذفه وإن كان غير ذلك فإن لم ينجر بما انجر به الأول لم يجز نحو: (مررت بالذي مررت عليه)، إلا أن تدل عليه قرينة نحو قوله تعالى: {وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ}(١) أي منه، وما ورد خلاف ذلك لم يقس عليه نحو:
  [٤٢٩] عسى الأيام أن يرجعن ... قوما كالذي كانوا(٢)
  وإن انجر بما انجر به الأول جاز حذفه وذلك في الموصول نحو: (مررت بالذي مررت به)، أو الموصوف بالموصول نحو: (مررت بالرجل الذي مررت به)، أو المضاف إلى أحدهما نحو: (مررت بغلام الذي مررت به)، أو (بغلام الرجل الذي مررت به) وعليه: و {يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ}(٣) أي منه وقوله:
(١) القصص ٢٨/ ٦٨ وتمامها: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللَّهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
(٢) البيت من الهزج، وهو للفند الزماني (شهل بن شيبان) في أمالي القالي ١/ ٢٦٠، وحماسة البحتري ٥٦، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ٣٢، وسمط اللآلئ ٥٧٨، وشرح التسهيل لابن مالك السفر الثاني ٢/ ٦٣٠، والمغني ٨٦٢، وشرح شواهد المغني ٩٤٤، وخزانة الأدب ٣/ ٤٣١ وقبله وله علاقة بالشاهد:
صفحنا عن بني ذهل ... وقلنا القوم إخوان
والشاهد فيه قوله: (قوما) حيث أعيدت نكرة وقد كانت معرفة في البيت الذي سبقه (القوم) قال ابن هشام في المغني ٨٦١ وما بعدها: إن النكرة إذا أعيدت نكرة كانت غير الأولى، وإذا أعيدت معرفة أو أعيدت المعرفة معرفة أو نكرة كان الثاني عين الأول) وحمل عليه (فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) وقولهم: (لن يغلب عسر يسرين) وينسب هذا القول إلى عمر وابن مسعود.
(٣) المؤمنون ٢٣/ ٣٣، وتمامها: {وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ} قال القرطبي في تفسيره، =