النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[في ما ذا صنعت وجهان]

صفحة 694 - الجزء 2

  كنت منكرا للكتاب لم يصح هذا نحو قوله تعالى: {أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ} في جواب {ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ}⁣(⁣١) لأنهم منكرون لإنزاله، فالرفع واجب بتقدير مبتدأ في هذا وأمثاله، وزاد جماعة من النحاة أن (ماذا) كله موصولا وعليه:

  [٤٤٢] دعى ما ذا علمت سأتقيه ... ولكن بالمغيب نبئينى⁣(⁣٢)


(١) النحل ١٦/ ٢٤ وتمامها: {وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ} بالرفع وليس فيه قراءة غيرها وقد جوّز على مقتضى علم النحو نصب أساطير وإن لم تقع القراءة به وعلى النصب لا بد من التأويل، ينظر فتح القدير ٣/ ١٥٦، وفي البحر المحيط ٥/ ٤٧٠. قال: وقرئ شاذا أساطير بالنصب على معنى ذكرتم أساطير وقرأ الجمهور بالرفع.

(٢) البيت من الوافر، وهو للمثقب العبدي في ديوانه ٢١٣، وينظر الكتاب ٢/ ٤١٨، والجنى الداني ٢٤١، ومغني اللبيب ٣٩٦، وشرح شواهد المغني ١/ ١٩١، والهمع ١/ ٢٩١، وخزانة الأدب ٧/ ٤٨٩.

والشاهد فيه قوله: (ماذا) وقد ركبت (ما) مع (ذا) في اسم واحد قال ابن هشام في المغني: (إذا قدرت (ما) بمعنى (الذي) أو بمعنى شيء لم يمتنع كونها مفعول دعي). ينظر المغني ٣٩٦ - ٣٩٧.