[وجه بنائها]
[وجه بنائها]
  قوله: (فإن تضمن الثاني حرفا بنيا) يعني أن المركب على قسمين:
  أحدهما: يبنى فيه الاسمان معا، والثاني يبنى الأول فيهما فقط فالذي يبنى فيه الجزآن معا أضرب:
  أحدهما: الأعداد المبنية، وهي أحد عشر إلى تسعة عشر، وحادي عشر إلى تاسع عشر ومؤنثها فبناءة الأول لتنزله منزلة الجزء من الكلمة، والثاني لتضمنه الحرف، لأن الأصل واحد وعشرة(١)، وحادي عشر إلى أن العطفية في حادي عشر على أحد المقدر لأنه في معنى واحد من أحد عشر، وخص بالفتح طلبا للخفة لأن المركب ثقيل، وأجاز الكوفيون(٢) إضافة الأول إلى الثاني والإعراب وأنشده:
  [٤٦٤] بنت ثماني عشرة من حجته ... علّق من عنائه وشقوته(٣)
  وأجاز الفراء إعراب الأول مع الثاني إذا أضفتهما جميعا نحو (خمسة
(١) قال الرضي في شلاحه ٢/ ٨٧: اعلم أن أصل خمسة عشر، خمسة وعشر حذفت الواو قصدا لمزج الاسمين وتركيبهما.
(٢) ينظر رأي الكوفيين في شرح الرضي ٢/ ٨٧.
(٣) الرجز لنفيع بن طارق في الحيوان ٦/ ٤٦٣، وينظر معاني القرآن للفراء ٢/ ٣٤، والإنصاف ١/ ٣٠٩، وشرح الرضي ٢/ ٨٧، وأوضح المسالك ٤/ ٢٥٩، واللسان مادة (شقا) ٤/ ٢٣٠٤، وهمع الهوامع ٥/ ٣٠٩، وخزانة الأدب ٦/ ٤٣٠.
ويروى في اللسان والإنصاف وأوضح المسالك ومعاني القرآن بتقديم عجزه على صدره، وكلف بدل علق:
كلف من عنائه وشقوته ... بنت ثماني عشر من حجته
والشاهد فيه قوله: (ثماني عشرة) حيث أضاف (ثماني) إلى (عشرة) وبعض الكوفيين يجيزون إضافته النيف إلى العشرة.