النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[وجه بنائها]

صفحة 715 - الجزء 2

  عشرك)⁣(⁣١) والأخفش أجاز إعراب الثاني وحده إعراب ما لا ينصرف كما يقول في (حضر موتك)⁣(⁣٢) وسيبويه منع من إعرابهما مطلقا⁣(⁣٣).

  قوله: (كخمسة عشر وحادي عشر) [وأخواتها]⁣(⁣٤) إنا أراد مثالين ليريك أن البناء ثابت في العدد من الواحد ومن المتعدد.

  قوله: (إلا اثني عشر)⁣(⁣٥) يعني فإنه معرب جزؤه الأول لاختلاف ألفه، كألف الزيدين من بين الأعداد مع قيام نسب البناء فيه وجعله ابن درستويه⁣(⁣٦) وابن كيسان مبنيا، واختلاف ألفه عندهما اختلاف صيغ ك (هذين) و (الذين)، والوجه في إعرابه، أن (عشر) عوض عن النون التي للتثنية ولهذا لا يضيفون اثني عشر⁣(⁣٧)، ولا يقولون (اثني عشرك)، بخلاف أخواتهما، لأن النون فيه ثابتة التقدير، وما فيه نون التثنية لا يركب، قال المصنف: لشبهه بالمضاف في حذف النون، لأن الأصل اثنان وعشرة فلما حذفت الواو بقي اثنان عشرة فكرهوا النون لأنها تؤذن بالانفصال مع حذف الواو التي تؤذن بالاتصال، فحذفت تشبيها له بالمضاف⁣(⁣٨)، والإضافة


(١) ينظر معاني القرآن للفرّاء ٢/ ٣٣، وهمع الهوامع ٥/ ٣١٠.

(٢) ينظر رأي الأخفش وأيده الزمخشري في المفصل ١٧٦، وشرح المفصل لابن يعيش ٤/ ١١٣، وشرح الرضي ٢/ ٨٨.

(٣) ينظر الكتاب ٣/ ٣٠٧، وشرح المفصل ٤/ ١١٤.

(٤) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة.

(٥) قال الرضي في شرحه ٢/ ٨٨: (جمهور النحاة على أن اثني عشر معرب الصدر لظهور الاختلاف فيه ويبنى الثاني).

(٦) ينظر شرح الرضي ٢/ ٨٨.

(٧) قال السيرافي في هامش الكتاب ٣/ ٣٠٧: (يعني لو أضفنا إلى اثني عشر لوجب حذف عشر كما يجب حذف النون في مسلمين إذا أضفناه ولا تجوز إضافته إلا بحذف النون).

(٨) ينظر شرح المصنف ٧٨.