النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

الظروف

صفحة 730 - الجزء 2

  [٤٧١] فساغ لي الشراب وكنت قبلا ... أكاد أغص بالماء الفرات⁣(⁣١)

  وإن نوي كانت مبنية على الضم وعليه القراءة المشهورة {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} وإنما بنيت لافتقارها إلى المضاف إليه، فأشبهت الحرف في افتقاره إلى غيره، وهي غير متمكنة، لا تثنى ولا تجمع ولا ينعت بها، ولا يدخل عليها لام، ولا يضاف إليها، وبنيت على حركة، لأن لها أصلا في التمكن، وخصت بالضم لئلا يلتبس بحركة إعراب الظرف، لأنه يكون منصوبا ومجرورا، وهي معارف إذا نوي المضاف، لأنك لا تذكرها إلا بعد قرينة، أو كلام متقدم، ونكرات إذا طرح على الأصح، ولا يعرف مع القطع عن المنون عند الجمهور فإن ألجأت إليه ضرورة نون وهو باق على الضم نحو:

  [٤٧٢] ... - ... فما شربوا بعدا على لذة خمرا⁣(⁣٢)


(١) البيت من الوافر، وهو ليزيد بن الصعق، ينظر معاني القرآن للفراء ٢/ ٣٢٠، وشرح المفصل ٤/ ٨٨، وشرح الرضي ٢/ ١٠٢، وتذكرة النحاة ٥٢٧، وأوضح المسالك ٣/ ١٥٦، والمقاصد النحوية ٣/ ٤٣٥، واللسان مادة (خم) ٢/ ١٠٠٨، وهمع الهوامع ٣/ ١٩٤، وخزانة الأدب ١/ ٤٢٦ - ٤٢٩، وشرح الرضي ٢/ ١٠٢، وشرح شذور الذهب ١٣٨، وشرح المصنف ٨٠، ويروى الحميم بدل الفرات، ويروى قدما بدل قبلا.

والشاهد فيه قوله: (وكنت قبلا) حيث قطعه عن الإضافة ولم ينو لفظ المضاف إليه ولا معناه، ولذلك أعرب منونا وهو هذا منصوب على الظرفية.

(٢) عجز بيت من الطويل، وصدره:

ونحن قتلنا الأسد أسد خفية

وهو بلا نسبة في شرح الرضي ٢/ ١٠٢، وينظر أوضح المسالك ٣/ ١٥٨، وشرح شذور الذهب ١٣٩، وشرح الأشموني ٢/ ٣٢٢، واللسان مادة (خفا) ٢/ ١٢١٨، وهمع الهوامع ٣/ ١٩٢، وخزانة الأدب ٦/ ٥٠١، ويروى: أسد شنوءة، ويروى: بعد.

والشاهد فيه قوله: (بعدا) حيث أوردها معربة منصوبة مع التنوين فدل على الشاعر قطعها عن الإضافة فلم ينو المضاف إليه لا لفظه ولا معناه لأن المنون كالتأنيث تماما، ودل نصبها على أنه لم يبنها، لأن البناء في =