النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[ألفاظها]

صفحة 731 - الجزء 2

  ويونس⁣(⁣١) يعربه بغير تنوين وعليه:

  [٤٧٣] ومن قبل نادى كلّ مولى قرابة ... فما عطفت مولى عليه العواطف⁣(⁣٢)

  وبعضهم يعربونه منونا ويحمل عليه قوله:

  [٤٧٤] فساغ لي الشراب وكنت قبلا⁣(⁣٣) ... ... -

  قوله: (وأجرى مجراه «لا غير» و «ليس غير» و «حسب»)⁣(⁣٤) يعني أجريت هذه الألفاظ إذا قطعت عن الإضافة فجرى الظرف المقطوع، وهو (قبل) و (بعد) والجهات الست في بنائها، وإن لم تكن ظروفا لمشابهته (لا غير) و (ليس غير) للظروف من حيث الإبهام، فأجريت مجراها لذلك، لا لكونها مقطوعة إذا للزم في كل مقطوع عن الإضافة البناء نحو (كل) و (بعض) و (ثلث) و (ربع) ونحو ذلك، وحملت (حسب) على غيرها لأنها شابهتها من حيث إنها لا تعرّف بالإضافة، وليست (حسب) هذه التي في اسم الفعل إذا لم تضف، بل أصلها مصدر بمعنى (كفيك) ملازم للإضافة ك (مثل) و (غير) وقد تأتي مبتدأ نحو: حسبك زيد، {فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ}⁣(⁣٥) وصفة نحو: (مررت برجل [و ٩١] حسبك)


= هذه الكلمة إنما يكون على الضم.

(١) ينظر رأي يونس في الكتاب ٣/ ٢٦٧.

(٢) البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ٣/ ١٥٤، وشرح قطر الندى ٢٠، والمقاصد النحوية ٣/ ٤٣٤، وشرح الأشموني ٢/ ٣٢٢، وهمع الهوامع ٣/ ١٩٥، والدرر ٣/ ١١٢.

والشاهد فيه قوله: (ومن قبل) يريد قبل ذلك فحذف المضاف إليه ولم ينون (قبل).

(٣) سبق تخريجه برقم ٤٧١.

(٤) ينظر شرح الرضي ٢/ ١٠٣.

(٥) الأنفال ٨/ ٦٢، وتمامها: {وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ}