النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[الظرف المضاف إلى الجملة و «إذ» يجوز بناؤه على الفتح]

صفحة 760 - الجزء 2

  جعله معربا لأن الأصل الإعراب ولا يعدل عنه من غير دليل، واختاره الإمام يحيى بن حمزة⁣(⁣١).

  و (لما) ظرف زمان بمعنى (حين) إذا وليها الفعل الماضي نحو: {وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ}⁣(⁣٢) وحرف إذا وليها المستقبل، وبنيت في الماضي حملا على المستقبل وقيل: لافتقارها إلى جملة توضّحها.

  و (مع) ظرف مكان منصوب ملازم للإضافة قال تعالى: {هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ}⁣(⁣٣) وإن نون كان منصوبا على الظرفية، نحو (كنا معا) أي في مكان، وقيل: على الحالية، أي مجتمعين، والفرق بين فعلنا (معا) و (مجتمعين) إن (معا) تفيد الاجتماع في حال الفعل، و (جميعا) بمعنى (كلنا) سواء اجتمعوا أم لا، والألف في (معا) عند الخليل⁣(⁣٤) بدل من التنوين، لأنه لا لام عنده، وعند يونس والأخفش⁣(⁣٥) بدل من اللام كفتى وهي عندهما عكس أخوك، تردّ لامه في غير الإضافة، وتحذف في الإضافة)⁣(⁣٦) وهي مبنية عند


(١) ينظر رأي الإمام يحيى بن حمزة في الأزهار الصافية شرح المقدمة الكافية السفر الثاني ورقة ٧٠ برقم ١٩٦١ دار المخطوطات صنعاء.

(٢) القصص ٢٨/ ٢٣ وتمامها: {وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ}

(٣) الأنبياء ٢١/ ٢٤ وتمامها: {اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي ...}

(٤) ينظر الكتاب ٣/ ٢٨٦ - ٢٨٧، وينظر شرح الرضي ٢/ ١٢٧.

(٥) ينظر رأي يونس والأخفش في شرح الرضي ٢/ ١٢٧.

(٦) والعبارة من قوله: (والفرق بين فعلنا ... إلى قوله: ... وتحذف في الإضافة) منقولة بتصرف من شرح الرضي ٢/ ١٢٧.