النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[التأنيث اللفظي]

صفحة 798 - الجزء 2

  أسندته إلى ظاهر، وكان حقيقيا بغير فصل، وحببت التاء نحو: (قامت هند) إلا أنه يجب وصف المؤنث إذا قصد، حيث تستوي في لفظه علامة التأنيث نحو (قالت جماعة) أنث لزوال اللبس على السامع، وإن لم توصف لم تجب التاء، ولهذا قيل: لا دلالة في {قالَتْ نَمْلَةٌ}⁣(⁣١) على أنها أنثى، وإن وقع فصل، أو كان الفعل غير متصرف، أو كان نحو (جماعة) و (نملة) جازت التاء وحذفها، تقول: (نعم المرأة هند ونعمت) و (قام اليوم هند وقامت) و (قال نملة وقالت) وعليه:

  [٥١٥] لقد ولد الأخيطل أمّ سوء ... مقلّدة من الأمّات عارا⁣(⁣٢)

  والأحسن مع الفصل التاء، إلا أن يكون الفصل ب (إلا) فالأجود حذفها نحو: (ما قام إلا هند) لأن التقدير: (ما قام أحد) وإن كان غير حقيقي، جاز الأمران نحو: (طلع الشمس وطلعت) والأجود التأنيث، وإن وقع فصل، فالأجود التذكير نحو: «وجاوكم بالبينات»⁣(⁣٣) {فَمَنْ جاءَهُ


(١) النمل ٢٧/ ١٨ وتمامها: {حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}

(٢) البيت من الوافر، وهو لجرير في ديوانه ٥٤٩ مع تغيير العجز والقافية ويروى عجزه:

على باب استها صلب وشام

ينظر جمهرة اللغة ١٣٠٨، وسر صناعة الإعراب ٢/ ٥٦٥، وشرح المفصل لابن يعيش ٥/ ٩٢، واللسان مادة (أمم) ١/ ١٣٦.

والشاهد فيه قوله: (ولد الأخيطل أم سوء) حيث ترك التاء في (ولد) مع أنه مسند إلى مؤنث حقيقي، وهو (أم سوء) وساغ التأنيث للفصل بين الفعل وفاعله.

(٣) غافر ٤٠/ ٢٨، وتمامها: {وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ ...}