النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[التأنيث اللفظي]

صفحة 799 - الجزء 2

  مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ}⁣(⁣١) ومن التأنيث {فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ}⁣(⁣٢) {جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ}⁣(⁣٣) قال صاحب البرود: والذي أقوله: إن التذكير والتأنيث سيان في الحسن، لكثرة ورود التأنيث، والمثنى في جميع ذلك كالمفرد، لسلامة لفظ المفرد فيه، فهذا الكلام في المثنى والمفرد الظاهرين، وأما ضميرهما فليس فيه إلا التاء، تقول (هند قامت) و (الهندان قامتا) و (الشمس طلعت) و (العينان فاضتا) ولا فرق بين الحقيقي وغيره وقد شذ:

  [٥١٦] فلا مزنة ودقت ودقها ... ولا أرض أبقل إيقالها⁣(⁣٤)

  وتؤول بأنه أراد بالأرض المكان.

  قوله: (وأنت في ظاهر غير الحقيقي بالخيار) يعني أنت فيما ليس بإزائه ذكر في الحيوان إذا أسندته إلى ظاهره، جاز التذكير والتأنيث بخلاف ما أسندت إلى مضمره، فإن حكمه حكم الحقيقي في لزم التاء، ووجه إلحاقها بالأبدان من أول الأمر، بأنه مؤنث، فإن كان حقيقيا لزم في ظاهره


(١) البقرة ٢/ ٢٧٥.

(٢) البقرة ٢/ ٥٥ وتمامها: {وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ}

(٣) البقرة ٢/ ٢٠٩ وتماها: {فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}

(٤) البيت من المتقارب، وهو لعامر بن جوين في الكتاب ٢/ ٤٦، وينظر شرح أبيات سيبويه ١/ ٥٥٧، والخصائص ٢/ ٤١١، وشرح المفصل ٥/ ٩٤، وأمالي ابن الحاجب ١/ ٣٥٢، وشرح الرضي ٢/ ١٧٠، وأوضح المسالك ٢/ ١٠٨، وشرح ابن عقيل ١/ ٤٨٠، ومغني اللبيب ٨٦٠، وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٤٣، والبحر ٨/ ٢٠٨، واللسان مادة (أرض) ١/ ٦١ و (بقل) ١/ ٣٢٨، وهمع الهوامع ٦/ ٦٥، وخزانة الأدب ١/ ٤٥ - ٤٩ - ٥٠.

والشاهد فيه قوله: (ولا أرض أبقلت إبقالها) حيث حذف تاء التأنيث من الفعل المسند إلى ضمير المؤنث المجازي وهو (أبقل) والقياس أن يقول: (أبقلت إبقالها) فحذفت التاء ضرورة وليس على سبيل الشذوذ كما ذكر الشارح.