النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[تعريفها]

صفحة 817 - الجزء 2

  لفظه ك (ركب) و (صحب)، واسم الجنس نحو (تمرة) و (تمر) من المجموع، والأخفش⁣(⁣١) وافق في اسم الجمع فقط، وحجتهم أن لهما مفردا من لفظهما، وأنهما قد وصفا بالجمع قال تعالى: {يُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ}⁣(⁣٢) وإن صيغة المفرد غير موجودة فيه، وذهب الجمهور إلى أنهما ليسا من الجموع، وإنّ (راكبا) ليس بمفرد (ركب) و (تمرة) ليست مفردة (تمر)، وإن اتفقت ألفاظهما⁣(⁣٣) لوجوه:

  الأول: أنهما يقعان على القليل والكثير.

  الثاني: أنهم يردون الضمير إليهما مفردا نحو: (التمر صحبته) و (التمر أكلته).

  الثالث: أنهما لو كانا جمعين كانا لكثرة، ولا يجوز أن يكونا لهما لأنهم يصغرونهما بلفظهما، وجمع الكثرة لا يصغر بلفظه، وينسبون إليهما بلفظهما، فيقولون (ركبي وتمري) ولو كانا جمعين لكثرة لنسبوا إلى مفردهما، وأيضا اسم الجنس، آحاده غير مقصودة بحروف مفردة.

  قوله: (نحو فلك جمع) وقد حصل فيه دلالة على آحاد مقصودة بحروف مفردة، وإن كان تغييرا مقدرا، وزعم بعضهم أن (فلكا) و (هجانا) أسماء جمع، وقال: لا بد في الجمع من الدلالة على آحاد مقصودة مفردة، ومن التغيير اللفظي وحاصل الكلام في الاسم الواقع على آحاد أن تقول: إن


(١) ينظر معاني القرآن للأخفش ٢/ ٥٩٦ - ٥٩٧.

(٢) الرعد ١٣/ ١٢، وتمامها: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ}

(٣) ينظر شرح الرضي ٢/ ١٧٩.