النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[علل المنع من غير الثلاثي المجرد]

صفحة 884 - الجزء 2

  نحو: (هو أسود من حنك الغراب)⁣(⁣١) وقوله:

  [٥٧١] ... - ... لؤما وأبيضهم سربال طبّاخ⁣(⁣٢)

  والأخفش والكسائي وهشام⁣(⁣٣) أجازوا بناء (أفعل) في العيوب الظاهرة نحو: ما أعوره وما أعماه، ويجعلون عليه {فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلًا}⁣(⁣٤) وأجاب البصريون بأن المراد بالآية الجهل وزاد بعضهم شروطا في بناء أفعل:

  أحدهما: أن يكون الفعل مما يقبل الزيادة، فلا يجوز: زيد أحسن منك غدا) فلا يجوز (زيد أمات من عمرو).

  الثاني: أن يكوف الفعل واقعا، لا يجوز: زيد أحسن منك غدا.

  الثالث: أن يشترك المفضل والمفضل عليه في أصل الوصف ويزيد المفضل، ومنهم من لم يعتبر هذه الشروط واحتج بقوله تعالى: {هُوَ


(١) ينظر اللسان مادة حنك ٢/ ١٠٢٨، وشرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٢٤٩.

(٢) عجز بين من البسيط، وصدره:

أما الملوك فأنت أنت ألأمهم

وهو لطرفة بن العبد في ديوانه ١٨، وينظر شرح المفصل ٦/ ٩٣، والإنصاف ١/ ١٤٩، والمقرب ١/ ٧٣، والأشباه والنظائر ٨/ ٣١٩، وأمالي المرتضى ١/ ٩٢، ولسان العرب (بيض) ١/ ٣٩٧، وخزانة الأدب ٨/ ٢٣٠. ويروى بروايات متعددة منها:

أما الملوك فأنت اليوم ألأمهم

والشاهد فيه قوله: (وأبيضهم) حيث جاء أفعل التفضيل من البياض، وهذا جائز عند الكوفيين شاذ عند البصريين.

(٣) ينظر شرح الرضي ٢/ ٢١٣ - ٢١٤، وهمع الهوامع ٦/ ٤٣.

(٤) الإسراء ١٧/ ٧٢ وتمامها: {وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلًا}