[علل المنع من غير الثلاثي المجرد]
  أَعْلَمُ بِكُمْ}(١) {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}(٢) وقولهم: (الناقص والأشج أعدلا بني مروان)(٣) و (نصيب أشعر أهل جلدته) وقول حسان:
  [٥٧٢] ... - ... فشركما لخيركما الفداء(٤)
  والمانعون يتأولون ما ورد باسم التفضيل وهو مقصور على السماع ومنهم من قاسه لكثرته.
  قوله: (فإن قصد غيره توصل إليه)، يعني إن أردت ذلك مما يقاس في (أفعل) التفضيل الذي لا يصح بناء أفعل منه، مما ذكر توصلت بأن تأتي (بأشد) أو (أبين) أو (أكثر) أو (أقبح) أو (أحسن) أو نحو ذلك، مما يقاس (أفعل) وتضيفه إلى مصادر تلك الأفعال، نحو: (هو أشد استخراجا) [وبياضا وعمى](٥) و (أكثر دحرجة) و (أقبح عورا) و (أكثر سوادا).
(١) النجم ٥٣/ ٣٢ وتمامها: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ . ...}
(٢) الروم ٣٠/ ٢٧ وتمامها: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
(٣) قال ابن عقيل في شرح الألفية ٢/ ١٨١: (فإن لم يقصد التفضيل تعينت المطابقة كقولهم: الناقص والأشجع أعدلا بني مروان) أي عادلا بني مروان، والأشج هو عمر بن عبد العزيز بن مروان، والناقص هو يزيد بن عبد الملك بن مروان، وينظر الأزهار الصافية في شرح المقدمة الكافية ورقة ١٣٩.
(٤) عجز بيت من الوافر، وصدره:
أتهجوه ولست له بندّ
وهو لحسان بن ثابت في ديوانه ٧٦، ينظر لسان العرب مادة (ندد) ٦/ ٤٣٨٢، وشرح الأشموني ٣/ ٣٨٨، وخزانة الأدب ٩/ ٢٣٢ - ٢٣٦. ويروى بكفء
والشاهد فيه قوله: (فشركما لخيركما) حيث استعمل التفضيل على غير ما هو له من اشتراك اثنين في صفة وزيادة أحدهما عليه إذ ليس من هجا رسول اللّه يشترك معه في الخيرية ويزيد عليه الرسول فيها.
(٥) ما بين الحاصرتين من الكافية المحققة.