النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[وجوه استعمالاته]

صفحة 896 - الجزء 2

  يعمل لأنه نقص عن الصفة في كونه لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث، إذا كان ب (من) أو (مضافا إلى نكرة) أو إلى المعرفة في أحد وجهيه، وقال المصنف⁣(⁣١) إنما لم يعمل عمل الصفات لأنه لا فعل له بمعناه في الزيادة، وأما مع اجتماع الشرائط فهو منها، بمعنى حسن، بخلاف الصفات فلها فعل بمعناها، وحاصل الكلام في عمله: إن كان في المفعولات غير المفعول، كالظرف والمصدر والحال والتمييز عمل مطلقا، فإن كان في المعمول به لم يعمل مطلقا، وما ورد مما ظاهره ذلك نحو:

  [٥٧٩] ... - ... وأضرب منّا بالسيوف القوانسا⁣(⁣٢)

  وقوله:

  [٥٨٠] وما ظفرت نفس امرئ تبتغى ... بأبذل من يحيى جزيل المواهب⁣(⁣٣)

  قدّر له ناصب أي (يضرب) و (يبذل) وإن كان في الفاعل، فإن كان


(١) ينظر شرح المصنف ٩٩.

(٢) عجز بيت من الطويل، وصدره:

أكرّ وأحمى للحقيقة منهم

وهو لعباس بن مرداس في ديوانه ٦٩، وينظر الأصمعيات ٢٠٥، ونوادر أبي زيد ٥٩، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ٤٤١ - ١٧٠٠، وشرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٢٧٨، وشرح المفصل ٦/ ١٠٥ - ١٠٦، وأمالي ابن الحاجب ١/ ٤٦٠، وشرح الرضي ٢/ ٢١٩، ومغني اللبيب ٨٠٤، واللسان مادة (قنس) ٥/ ٣٧٥١، وخزانة الأدب ٨/ ٣١٩ - ٣٢١.

والشاهد فيه قوله: (القوانسا) حيث نصبه بفعل محذوف دل عليه (أضرب) وليس منصوبا ب (أضرب) لأن أفعل هذه للمبالغة تجري مجرى فعل التعجب والقوانس جمع قونس أعلى البيضة من الحديد، وأيضا عظم ناتئ بين أذني الفرس (اللسان مادة (قنس).

(٣) البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في شرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٢٧٨، وينظر عمدة الحافظ ٧٧٢، والمساعد ٢/ ١٨٦، وحاشية يس على التصريح ٢/ ١٠٦.

والشاهد فيه قوله: (جزيل المواهب) حيث نصبه بفعل محذوف دل عليه ب (أبذل).