النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[الاعراب والبناء في المضارع]

صفحة 912 - الجزء 2

  وإنما التزم الضم مع الرباعي، لأنه توسط، ويعدل فاحتمل النقل والتزم الفتح في الثلاثي لكثرة استعماله، وفي الخماسي لكثرة حروفه فخففوها بالفتح، وأما ضم الياء في استطاع ويستطيع و (اهراق) (يهريق) فالأصل أطاع أراق من الرباعي، والسين والهاء زائدتان وأما (يهريق) مفتوح الهاء فهو مضارع (هراق) على القياس⁣(⁣١).

[الاعراب والبناء في المضارع]

  قوله: (ولا يعرب من الفعل غيره) يعني غير المضارع لحصول الشبه، خلافا للكوفيين⁣(⁣٢) فإنهم يعربون الأمر.

  قوله: (إذا لم يتصل به نون توكيد، ولا نون جمع مؤنث) يعني فإذا اتصلا به نحو: (تفعلنّ يا زيد) و (تفعلنّ يا نساء) فإنه يكون مبنيا، وزاد ابن درستويه⁣(⁣٣) ما دخلت عليه السين أو سوف فإنه مبني، لأنهما من خواص الفعل، فيردّ به إلى أصله ولزوال الشبه الذي أعرب لأجله، وقد اختلف فيما اتصلت به نون التوكيد من خواص الفعل على ثلاثة أقوال:

  الأول: للأخفش والزجاج والمصنف⁣(⁣٤) أنه مبني، لأن نون التوكيد من


= والشاهد فيه قوله: (تيثم) حيث كسرت تاؤها على لغة من يكسر تاء تفعل فانقلبت الهمزة ياء وهي لغة جائزة لجميع العرب إلا أهل الحجاز، ينظر هامش الكتاب ٢/ ٣٤٦.

(١) ينظر شرح المصنف ١٠٢، وشرح الرضي ٢/ ٢٢٨.

(٢) ينظر الإنصاف ٢/ ٥٢٤ وما بعدها مسألة رقم ٧٢ (فعل الأمر معرب أو مبني).

(٣) ينظر شرح الكافية الشافية ١/ ١٧٥ - ١٧٦.

(٤) ينظر شرح المصنف ١٠٢ وقد اختلف النحاة بشأن بناء الفعل المضارع مع نون التوكيد. فجمهور النحاة أنه مبني، ذلك بأن الفعل تركب مع النون وصار معها كالكلمة الواحدة، ولا إعراب في الوسط، والنون حرف لاحظ له من الإعراب فبقي الجزءان على البناء، وإذا فصل بين الفعل وبين النون بفاصل وهو ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة أعرب، وذهب بعضهم إلى أن