النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[الاعراب والبناء في المضارع]

صفحة 913 - الجزء 2

  خواص الفعل فلما اتصلت به رجع إلى أصله، وهو البناء كالألف واللام في غير المتصرف لما اتصلا به رجع إلى الإعراب، ولأن الإعراب متعذر، لأنه إن جعل على النون فهي كالتنوين، ولا تقبل إعرابا، وإن جعل قبلها فقد لزم الكسر مع المؤنثة، والفتح مع المذكر، والضم مع الجماعة، ولا يصح على الحرف حركتان في حالة واحدة، ولا جعل حركة واحدة لأمرين مختلفين، فلما تعذر الإعراب لفظا بطل تقديره لضعفه.

  الثاني: أنه معرب تقدير، لأنه قد استقر في المضارع الإعراب بالاتفاق فلا يخرج عنه إلا لموجب ودخول الخاص لا يوجب بناء إذا لزم البناء مع السين وسوف، والجوازم وقد ثبت أيضا إعراب ما آخره ضمير بارز، وما تعذر فيه اللفظ ك (يغزو) و (يرمي) في الرفع، و (يخشى) في الرفع والنصب.

  الثالث: التفصيل: إن اتصلت النون بالفعل فهو مبني نحو: (لا تضربنّ) وهل (تضربّن يا زيد) وإن اتصلت بالضمير فمعرب تقديرا نحو: (هل تضربانّ يا زيدان؟) (هل تضربنّ يا رجال؟) (هل تضربنّ يا امرأة) لأمرين أحدهما: ظهوره مع الخفيفة في حال الوقف، ولا يعلم إعراب يرجع وقفا، كما لا يعلم بناء يزول وقفا.

  الثاني: إن البناء إنما هو للتركيب، وهم لا يجعلون ثلاثة أشياء كشيء واحد، الفعل والضمير ونون التوكيد، وأما إذا ما اتصل نون جمع المؤنث


= الفعل باق على إعرابه والإعراب مقدر لانشغال حرف الإعراب بالحركة المجتلبة لأجل الفرق ... .

ومذهب الأخفش أن الفعل المضارع يبنى مطلقا سواء اتصلت به النون اتصالا مباشرا أم لم تتصل. ينظر التفاصيل في الكتاب ٣/ ٥١٨ وما بعدها، والأصول ٢/ ١٩٩ وما بعدها، وشرح الكافية الشافية ١/ ١٧٥ وما بعدها، وشرح الرضي ٢/ ٢٨٨، والمساعد ٢/ ٦٧١ - ٦٧٢.