النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[الاعراب والبناء في المضارع]

صفحة 914 - الجزء 2

  فالأكثر على بنائه قبل التركيب، وقيل لتعذر الإعراب، لأنه لو أعرب لكان بالحروف كإخوانه، والأفعال الخمسة، ولو أعرب بالنون لزم الجمع بين نونين، وقيل: النون ضمير رفع متصل، وهو من خواص الفعل فرجع إلى أصله وهو البناء، وقال ابن درستويه والسهيلي وابن طلحة:⁣(⁣١) لأنه قد استقر له الإعراب فلا يخرج عنه إلا لموجب.

  قوله: (وإعرابه رفع ونصب وجزم) ولم يدخل الجرّ في الأفعال للفرق بينها وبين الأسماء، وخصّ الجزم بالفعل، لأنه سكون لو حذف (والأفعال أثقل من الأسماء لتحملها الضمائر) فكانت أولى بالتخفيف وحكي عن المازني⁣(⁣٢) أن الجزم ليس بإعراب، وإنما هو عدمه ثم ذكر المصنف⁣(⁣٣) مواقع الإعراب في الأفعال.

  قوله: (فالصحيح) يحترز من المعتل.

  قوله: (المجرد عن ضمير بارز) يدخل ما فيه ضمير مستتر، نحو: (زيد يقوم) وما لا ضمير فيه، وخرج الضمير البارز مطلقا.

  قوله: (مرفوع)⁣(⁣٤) استدرك الضمير البارز المنصوب،


(١) ينظر رأي ابن درستويه والسهيلي وابن طلحة في همع الهوامع ١/ ٥٥.

ابن طلحة هو: طلحة علم الدين قال الصفدي عنه: كان مملوكا اسمه سنجر فغير اسمه، وكان متقنا للعربية والقراءة مات بحلب سنة ٧٢٤ هـ، ينظر ترجمته في البغية ٢/ ٢٠، والدرر الكامنة في أعلام المئة الثامنة ٢/ ٢٢٧.

(٢) ينظر رأي المازني في الهمع ١/ ٦٤.

(٣) ينظر شرح المصنف ١٠٢.

(٤) قال الرضي في شرحه ٢/ ٢٣٠ - ٢٣١: أي المضارع المتصل به ذلك الضمير البارز المرفوع، وهو الألف والواو والياء في الأمثلة الخمسة يرتفع بالنون، وينتصب وينجزم بحذفها، وإنما أعرب هذا بالنون لأنه لما =