النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[الاعراب والبناء في المضارع]

صفحة 920 - الجزء 2

  فمنهم من أجازه في السعة، واحتج بقوله تعالى: {مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ}⁣(⁣١) {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى}⁣(⁣٢) والأكثرون فضرورة على الضرورة، وقيل هذه الحروف إشباعات للحركات قبلها وليس بلامات، وقد جاء ضرورة حذف حرف العلة وإسكان الصحيح بعده نحو: (لم يغز، ولم يرم ولم يخش قال:

  [٥٩٥] ومن يّتّق فإن اللّه معه ... ورزق اللّه مؤتاب وغاد⁣(⁣٣)

  قوله: (ويرتفع إذا تجرد عن الناصب والجازم) يعني وينصب المضارع ب (لن) وينجزم ب (لم) فإذا تجرد عنهما نحو: (يقوم زيد) ارتفع واختلف في رافعه، فقال الأعلم:⁣(⁣٤) لا عامل للرفع لأنه أصل الحركات،


= الشجري ٢/ ٨٤ - ٨٥، والإنصاف ١/ ٣٠، وشرح المفصل ٨/ ٢٤، وشرح التسهيل السفر الأول ١/ ٦١، وشرح الرضي ٢/ ٢٣٠، ومغني اللبيب ١٤٦، وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٠٨، وهمع الهوامع ١/ ١٧٩، وخزانة الأدب ٨/ ٣٥٩ - ٣٦١ - ٣٦٢.

والشاهد فيه قوله: (ألم يأتيك) حيث أثبت الياء ضرورة ويروى أم يأتك، وهل أتاك وألم أتاك وألم يبلغك، ولا شاهد في هذه الروايات.

(١) يوسف ١٢/ ٩٠ وتمامها: {قالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}. قرأ قنبل بياء في الوصل والوقف، وحذفها الباقون في الوصل والوقف. ينظر الكشف ٢/ ١٨، والسبعة في القراءات ٣٥١، وينظر البحر المحيط ٥/ ٣٣٨.

(٢) الأعلى ٨٧/ ٦ قال أبو حيان في البحر المحيط ٨/ ٤٥٣: وأثبتت الألف في (فلا تنسى) وإن كان مجزوما ب (لا) التي للنهي لتعديل رؤوس الآي.

(٣) البيت من الوافر، وهو بلا نسبة في الخصائص ١/ ٣٠٦، وشرح شافية ابن الحاجب ٢/ ٢٩٩، والصاحبي في فقه اللغة ٤٨، والمحتسب ١/ ٣٦١، واللسان مادة (أوب) ١/ ١٦٧، وهمع الهوامع ١/ ١٧٩، والدرر ١/ ١٦١.

وفي اللسان روي بإثبات الياء، والمؤتاب اسم فاعل من أتاب افتعل من الأوب.

والشاهد فيه قوله: (يتق) حيث سكّن القاف للضرورة الشعرية والأصل يتق.

(٤) ينظر الهمع ١/ ٤١، ٢/ ٢٧٤.