[في (ان) إذا تقع بعد الظن]
  أو على جملة شرطية نحو: {أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ}(١) أو فعلية غير متصرفة نحو:
  {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى}(٢) {وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ}(٣) فهي المخففة من الثقيلة، وإن وقعت بعد طمع وإشفاق نحو: {أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي}(٤) و {أَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ}(٥) فهي المصدرية.
[في (ان) إذا تقع بعد الظن]
  قوله: (والتي تقع بعد الظن ففيها وجهان) يعني تكون مصدرية، وهو الأكثر، ومخففة من الثقيلة، نحو: {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ}(٦) فإن رفعت فهي المخففة ولزمت حروف العوض، وإن نصبت فهي المصدرية، ولم يجز دخول شيء من حروف العوض عليها إلا (لا) فإنها تدخل على المخففة والمصدرية، وفيها الاحتمال، قال نجم الدين:(٧) ما معناه: التي ليست بعد العلم ولا ما يؤدي معناه ولا بعد الظن والحسبان ولا ما في معنى القول، فهي المصدرية، سواء كانت بعد طمع وإشفاق أو غيره، (أعجبني أن تقوم)
= ٣/ ٩، والمنصف ٣/ ١٢٩، وشرح المفصل ٨/ ١٧١، والإنصاف ١/ ١٩٩، وشرح الرضي ٢/ ٢٣٣، ورصف المباني ١١٥، وهمع الهوامع ٢/ ١٨٥، وخزانة الأدب ٥/ ٤٢٦.
والشاهد فيه قوله: (أن هالك) حيث أضمر اسم (أن) المخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن المحذوف والتقدير: أنه هالك والخبر جملة (كلّ من يحفى وينتعل هالك) فهالك خبر مقدم ك (كل).
(١) النساء ٤/ ١٤٠ وتمامها: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ...}.
(٢) النجم ٥٣/ ٣٩.
(٣) الأعراف ٧/ ١٨٥ وتمامها: {أَ وَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}.
(٤) الشعراء ٢٦/ ٨٢ وتمامها: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ}.
(٥) يوسف ١٢/ ١٣ وتمامها: {قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ}.
(٦) المائدة ٥/ ٧١ وتمامها: {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ...}.
(٧) ينظر شرح الرضي ٢/ ٢٣٤.