النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[شرط عمله]

صفحة 930 - الجزء 2

  فإنها لا غير وقال سيبويه⁣(⁣١) والجمهور: هي جواب وجزاء لمقدر، أي إن كنت فعلت ذلك كافرا بأنعمك كما زعمت فأنا ضالّ، ولم يثبت بذلك لنفسه كفرا ولا ضلالا، لأنه يظن أن الوكزة لا تقتله. قال صاحب البرود:

  أو يكون المعنى: قتلت القبطي اعتداء منك وعدوانا، فقال: إن فعلت ذلك فإذا أنا من الضالين، لكني قتلته دفعا، وأما قوله:

  [٦٠٣] أردد حمارك لا يرتع بروضتنا ... إذن يردّ وقيد العير مكروب⁣(⁣٢)

[شرط عمله]

  قوله: (وإذا لم يعتمد ما بعدها على ما قبلها)⁣(⁣٣) ذكر أنها تنصب الفعل بشرطين: الأول: عدم الاعتماد أن يكون ما بعدها جزاء نحو: (إن تأتيني إذن أكرمك) أو جواب قسم نحو: (إذن واللّه لا أكرمك) أو خبر مبتدأ


(١) ينظر الكتاب ٢/ ١٤، شرح المصنف ١٠٣، وشرح الرضي ٢/ ٢٣٥ - ٢٣٦، والمغني ٣٠.

(٢) البيت من البسيط، وهو لعبد اللّه بن عنمه الضبي في الكتاب ٣/ ١٤، والأصمعيات ٢٢٨، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ١٠٠، والمفضليات ٣٨٣، والمقتضب ٢/ ١٠، وجمهرة اللغة ٣٢٨، والأصول لابن السراج ٢/ ١٤٨، وشرح المفصل لابن يعيش ٧/ ١٦، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ٥٨٦، واللسان مادة (كرب) ٥/ ٣٨٤٦، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ٩٤٤، وشرح الرضي ٢/ ٢٣٨. ويروى ازجر بدل أردد، ولا تنزع سويته بدل لا يرتع بروضتنا.

والشاهد فيه قوله: (إذن يردّ) حيث أعمل إذن ونصب فيها الفعل بعدها لأنها مصدر في الجواب، والرفع جائز على إلغائها وتقدير الفعل واقعا للحال.

(٣) ينظر الاعتماد في الكتاب ٣/ ١٥، وشرح الرضي ٢/ ٢٣٨ حيث قال: ويعني بالاعتماد: أن يكون ما بعدها من تمام ما قبلها وذلك في ثلاثة مواضع:

الأول: أن يكون ما بعدها خبرا لما قبلها نحو: (أنا إذن أكرمك).

الثاني: أن يكون جزاء للشرط الذي قبل إذن نحو: إذن تأتيني إذن أكرمك.

الثالث: أن يكون جوابا للقسم الذي قبلها نحو: واللّه إذن لأخرجن وقوله:

لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها ... وأمكنني منها إذن لا أقيلها

ولا يقع المضارع بعد إذن في غير هذه المواضع الثلاثة معتمدا على ما قبلها.