النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[حتى]

صفحة 936 - الجزء 2

  قوله: (وأسير حتى تغيب الشمس) هذا مثال لمعنى (إلى أن) واعلم أن (حتى) قد تكون بمعنى (إلى أن) فقط، حيث لا تكون سببية نحو:

  (سرت حتى تغيب الشمس)، وبمعنى (كي) فقط، وذلك حيث تكون سببية، واستقبالا نحو: (أسلمت حتى أدخل الجنة) بمعنى الفاء فقط حيث تكون سببية وحالا نحو: (سرت حتى أدخل البلد الآن) وبمعنى (كي) و (إلى أن) تحتمل السببية وخلافها، ويتعين الاستقبال نحو: (سرت حتى أدخل البلد غدا) وبمعنى (كي) و (الفاء) حيث تتعين السببية، وتحتمل الاستقبال، نحو: (أسلمت حتى يغفر اللّه لي) وقد تكون بمعناها جميعا حيث تحتمل السببية وخلافها والحال والاستقبال نحو: (سرت حتى أدخل البلد).

  قوله: (فإن أردت الحال حكاية أو تحقيقا كانت حرف ابتداء فيرفع)⁣(⁣١) [ظ ١١٥] مثال حكاية الحال: (شربت الإبل بالأمس حتى يجيء البعير يجّر بطنه) وقوله تعالى: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ}⁣(⁣٢) ومثال التحقيق: (مرض فلان حتى لا يرجونه)، وتكون حينئذ من حروف الابتداء ويقدر بعدها مبتدأ، أي (هو يجيء)، (وهو لا يرجى) وينقطع عملها لتقدير مبتدأ، وقيل: يظل عملها لأن فعل الحال في تقدير (أن) وهي لا تعمل إلا بتقديرها.


(١) قال الرضي في شرحه ٢/ ٢٤٣: (أي حرف استئناف أي ما بعدها كلام مستأنف لا يتعلق من حيث الإعراب بما قبلها كما تعلق المنصوب، لأن حتى المنصوب ما بعدها حرف جر متعلق بما قبلها ولا نعني بكونها حرف ابتداء أن ما بعدها مبتدأ مقدرا أي (أنا أدخلها) في قوله: (وزلزلوا حنى يقول الرسول) بالرفع على قراءة نافع - فهو في الاستئناف مثل قوله تعالى: {حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا} جاء بعده جملة شرطية مستأنفة).

(٢) البقرة ٢/ ٢١٤.