النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[شروطها]

صفحة 943 - الجزء 2

  [٦٠٨] وما حل سعديّ غريبا ببلدة ... فينسب إلا الزبرقان له أب⁣(⁣١)

  والإثبات المتأول بالمنفي هو قلّ وأقل نحو: (قلما جئت فأكرمك) و (أقل رجل ما يأتيك فيكرمك).

  الرابع قوله: (أو استفهام)، ولا فرق بين أن يكون باسم نحو: (ما يأتيني فأكرمه؟) أو حرف نحو: {فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا}⁣(⁣٢) وعن فعل واسم نحو: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ}⁣(⁣٣) فيمن نصب، وبعضهم منع من نصبها في الاستفهام عن الاسم.

  الخامس قوله: (أو تمن) مثاله: {يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً}⁣(⁣٤).


(١) البيت من الطويل وهو للعين المنقري في الكتاب ٣/ ٣٢، والرد على النحاة ١٢٤، وخزانة الأدب ٣/ ٢٠٧، ٨/ ٥٤١، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ٩٦٤، وشرح الرضي ٢/ ٢٤٨.

والشاهد فيه قوله: (فينسب) حيث نصب الفعل المضارع بعد فاء السببية على الجواب والرفع جائز على القطع.

(٢) الأعراف ٧/ ٥٣، وتمامها: {... يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ...}

(٣) البقرة ٢/ ٢٤٥، وتمامها: {... فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}

وقرأ ابن كثير وابن عامر (فيضعفه) بالتشديد من ضعف، والباقون من ضاعف، وقرأ ابن عامر وعاصم بنصب الفاء، والباقون بالرفع على العطف على صلة الذي وهو قوله (يقرض) أو على الاستئناف أي فهو يضاعفه والأول أحسن لأنه لا حذف فيه، والنصب على أن يكون جوابا للاستفهام على المعنى، وقال أبو علي الرفع أحسن، وذهب بعض النحويين إلى أنه إذا كان الاستفهام عن المسند إليه الحكم لا عن الحكم فلا يجوز النصب بإضمار أن بعد الفاء في الجواب، فهو محجوج بهذه القراءة المتواترة ...

(٤) النساء ٤/ ٧٣، وتمامها: {وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً}