النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[شروطها]

صفحة 945 - الجزء 2

  وزاد بعضهم النصب بها بعد فعل الشرط والجزاء، ولم يحك فيه خلافا، نحو قوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ}⁣(⁣١)، قرئ بالنصب، وزاد بعضهم، ونسب إلى سيبويه⁣(⁣٢) بعد أفعال الشك نحو: (حسبته شتمني فأثب عليه) ومنعه الجمهور، وزاد بعضهم بعد جواب القسم، نحو: (أقسم ليقومن زيد فتضربه) ومنعه الأكثر وزاد الكوفيون⁣(⁣٣) بعد إنما [ظ ١١٦] نحو: (إنما هي ضربة من الأسد فيحطم ظهره) وجعلوا منه {إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}⁣(⁣٤) والصحيح أن هذه الوجوه لا قياس، وأما ما نصب وليس فيه شيء مما ذكر فلا يقاس عليه باتفاق نحو:

  [٦١١] سأترك منزلي لبنى تميم ... وألحق بالحجاز فأستريحا⁣(⁣٥)


(١) البقرة ٢/ ٢٨٤، وقرأ ابن عامر وعاصم ويزيد ويعقوب وسهل في (فيغفر ويعذب) بالرفع فيهما على القطع، وقرأ باقي السبعة بالجزم عطفا على الجواب، وقرأ ابن عباس والأعرج وأبو حيوة بالنصب، ينظر القرطبي ٢/ ١٢٣١ - ١٢٣٢، والبحر المحيط ٢/ ٣٧٦، وفتح القدير ١/ ٣٠٩، وفي السبعة في القراءات لابن مجاهد: فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي - وهم باقي السبعة - بالجزم ينظر السبعة ١٩٥.

(٢) ينظر الكتاب ٣/ ٣٦.

(٣) ينظر رأي الكوفيين في شرح التسهيل السفر الثاني وقد ورد هذا القول عنده.

(٤) يس ٣٦/ ٨٢ قرأ ابن عامر والكسائي بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع، ينظر السبعة في القراءات ٥٤٤، وحجة القراءات ٤٤٣ وما بعدها.

(٥) البيت من الوافر، وهو للمنيرة بن حنباء كما في الكتاب ٣/ ٣٩ ٩٢، والمقتضب ٢/ ٢٤، والأصول ٢/ ١٨٢، وشرح المفصل ٧/ ٥٥، وشرح لتسهيل السفر الثاني ٢/ ٩٦٠، وشرح الرضي ٢/ ٢٤٥، والبحر المحيط ٦/ ٢٨٠، ومغني اللبيب ٢٣٢، وشرح شواهد المغني ١/ ٤٩٧، ورصف المباني ٣٧٩، وشرح شذور الذهب ٣١٩، وخزانة الأدب ٨/ ٥٢٢.

والشاهد فيه قوله: (فأستريحا) حيث نصب الفعل المضارع (أستريح) بعد فاء السببية مع أنه البست مسبوقه بطلب أو نفي وذلك ضرورة. وبعضهم زعم أن أستريحا فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله =