[الواو]
  {وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}(١) ومثال الاستفهام:
  {لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ}(٢) ومثال النهي: {يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}(٣) فيمن نصب.
  قال أبو حيان:(٤) ولا أحفظه بعد الدعاء والعرض والتحضيض والرجاء، وينبغي ألا يقدم على ذلك إلا بسماع، وأما غيره فجعل الواو كالفاء في جميع ما ذكر.
  قوله: (و «أو»)، لها موقعان أحدهما: في الأسماء نحو: (جاء زيد أو عمرو) والثانية الناصبة للفعل وهي سادسة النواصب بتقدير (أن).
= والشاهد فيه قوله: (وتأتي) حيث جاءت الواو دالة على المعية ونصب الفعل المضارع بعدها بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية.
(١) آل عمران ٣/ ١٤٢ وتمامها: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}
(٢) آل عمران ٣/ ٧١ وتمامها: {يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} وأجاز الفراء والزجاج في ويكتمون النصب فتسقط النون من حيث العربية على قولك: لم تجمعون ذا وذا فيكون نصبا على الصرف في قول الكوفيين وبإضمار أن في قول البصريين وأنكر أبو علي النصب وقال لا يحوز إلا الرفع. ينظر البحر المحيط ٢/ ٥١٥، ومعاني القرآن للفراء ١/ ٢٢١.
(٣) الأنعام ٦/ ٢٧ وتمامها: {وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
قرأ ابن عامر وحمزة وحفص و (لا نكذب) و (نكون) بالنصب فيهما وقال ابن عطية: (وقرأ ابن عامر في رواية هشام بن عمار عن أصحابه عن ابن عامر و (لا نكذب) بالرفع و (نكون) بالنصب.
ينظر السبعة في القراءات ٢٥٥، والكشف ١/ ٤٢٧، وحجة القراءات ٢٤٥، والبحر المحيط ٤/ ١٠٦.
(٤) ينظر البحر المحيط ٤/ ١٠٦ وما بعدها، وهمع الهوامع ٤/ ١٢٦.