النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[كلم المجازاة]

صفحة 965 - الجزء 2

  خالف فشاذ نحو:

  [٦٣٤] فمتى واغل يزرهم يحيّو⁣(⁣١) ... هـ ... -

  كانت الأداة حرفا كان شرطها فعلا لفظا أو تقديرا نحو: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ}⁣(⁣٢) تقديره وإن استجارك أحد وقال الكوفيون⁣(⁣٣) أحد مبتدأ ولا يقدر شيء.

  قوله: (لسببية الأول ومسبّبيّة الثاني) يعني أن الأول في نحو قولك:

  (إن قمت قمت)، والثاني مسبّب.

  قوله: (ويسميان شرطا وجزاء)، ويسمى الأول شرطا، والثاني جزاء، والأداة هي الجازمة لهما معا في اقتضائه عند سيبويه⁣(⁣٤) والجمهور، وقيل الخلاف في عاملها كالخلاف في عامل المبتدأ والخبر، وأقاموا الأداة مقام الابتداء.

  قوله: (فإن كانا مضارعين أو الأول فالجزم) الشرط الذي يدخل عليه


(١) صدر بيت من الخفيف، وعجزه:

ويعطف عليه كأس الساقي

وهو لعدي بن زيد في ديوانه ١٥٦، ينظر الكتاب ٢/ ١١٣، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٨٨، والمقتضب ٢/ ٧٦، والإنصاف ٢/ ٦١٧، وشرح المفصل ٩/ ١٠، وشرح الرضي ٢/ ٣٢٥، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ١٠٢٧، والهمع ٤/ ٣٢٥، وخزانة الأدب ٣/ ٤٦، ٩/ ٣٧ - ٣٩، ويروى: وبينهم بدل ينبهم.

والشاهد فيه قوله: (فمتى واغل ينبهم) وفيه تقديم الاسم على الفعل في متى، مع جزمها ضرورة وارتفاع الاسم بعدها فعل يفسره الظاهر لأن الشرط لا يكون إلا بالفعل.

(٢) التوبة ٩/ ٦، وتمامها: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ}

(٣) ينظر شرح الرضي ٢/ ٢٥٥.

(٤) ينظر الكتاب ٣/ ٦٣.