النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[كلم المجازاة]

صفحة 968 - الجزء 2

  أخوك، والجزاء محذوفة، قال المبرد:⁣(⁣١) هو على إضمار الفاء أي فأنت تصرع، وإن كانا ماضيين في اللفظ فالجزم مقدر نحو: {أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ}⁣(⁣٢) ويظهر أثره في العطف نحو: (إن قمت قمت) وأحوج بالجزم، وهذا القسم أضعف من الأول لعدم ظهور أثر حرف الشرط.

  قوله: (أو الأول فالجزم)، يعني إن كان الشرط مضارعا والجزاء ماضيا في اللفظ فالجزم في الشرط ظاهر وفي الجزاء مقدر، نحو: (إن تقم قمت) لكنه قليل، وبعضهم منع منه، قال: لأنه يكره أن يهيأ الحرف للعمل بظهور تأثيره في الشرط ثم يتصل عمله بعدم ظهوره في الجزاء، ولأن الجزاء في المعنى بعد الشرط، لأنه سبب والجزاء مسبّب والسبب قبل المسببّ، إما في الزمان أو في الرتبة، فكرهوا أن يكون الأسبق بصيغة المستقبل والمتأخر بصيغة الماضي، وقد ورد في الشعر نحو قوله:

  [٦٣٨] من يكدنى بسئ كنت منه⁣(⁣٣) ... ... -

  وقوله:


(١) ينظر المقتضب ٢/ ٧٢، والهمع ٤/ ٣٣١.

(٢) آل عمران ٣/ ١٤٤، وتمامها: {وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً ...}.

(٣) صدر بيت من الخفيف، وعجزه:

كالشجابين حلقه والوريد

وهو لأبي زيد الطائي في ديوانه ٥٢، ينظر المقتضب ٢/ ٥٩، وشرح التسهيل لابن مالك السفر الثاني ٢/ ١٠٥٢، وشرح الرضي ٢/ ٢٦٠، وشرح ابن عقيل ٢/ ٣٧١، ورصف المباني ١٠٥، والبحر المحيط ٤/ ٣٧٠، وخزانة الأدب ٩/ ٧٦.

والشاهد فيه قوله: (من يكدني كنت) حيث جزم بمن الشرطية فعلا مضارعا وجاء جواب الشرط فعلا ماضيا وهذا قليل وللضرورة، كما قال الرضي نقلا عن بعضهم. (الرضي ٢/ ٢٦٠).