[كلم المجازاة]
  الكسائي(١)؛ أسلم تدخل النار، أي إن لا تسلم، واحتج بما سمع من العرب نحو: (لا تسافروا يجئكم ما تكرهون)، وقوله: «لا ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض»(٢) وقول أبي طلحة(٣) «لا تشرف يصبك سهم» وأجيب بشذوذ ما سمع، وأما الحديث فالاستدلال به ضعيف، لأنه يروى بالمعنى، وأجاز الأخفش(٤) حملا على لفظ الأول، وجعل منه قوله تعالى: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا}(٥) فإنه جزم يؤمنوا عنده حملا على اطمس واشدد، وردّ بأنه من النصب في جواب الفاء.
(١) ينظر شرح الرضي ٢/ ٢٦٧.
(٢) أخرجه البخاري في باب الإنصات إلى العلماء من كتاب العلم ١/ ٤١، وكتاب الحج ١٣، والمغازي ٧٧، ويروى (لا ترجعوا) بدل (لا ترجعون) لأنها تصبح نافية.
(٣) هو أبو طلحة الأنصاري من أصحاب رسول اللّه (والقول أخرجه البخاري في باب مناقب أبي طلحة ¥ من كتاب فضائل الصحابة ٥/ ٤٦، ورواه مسلم في باب غزوة النساء مع الرجال من كتاب الجهاد ٣/ ١٤٤٣.
(٤) ينظر معاني القرآن للأخفش ٢/ ٥٧٣، وإعراب القرآن للنحاس ٢/ ٢٦٦.
(٥) يونس ١٠/ ٨٨.