(باب: والشريعة)
  يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ}[النور: ٤٣].
  ومثل قراءتهم: «وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين»، وإنما نزلت: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةُ طَعَامِ مَسَاكِينٍ}[البقرة: ١٨٤] ..
  ومثل قراءتهم: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلال من الغمام والملائكة، وإنما هي: في ظلل من الغمام والملائكة.
  ومثل قراءة: والشمس تجري لا مستقر لها، وإنما نزلت: لمستقر لها.
  وما كان مثل هذا مما يخرج في اللغة والمعنى لم نقرأ به ولا نحب لأحد القراءة به.
  وافضل القراءات فعلى ما أنزل الله سبحانه وإنما هذا الاختلاف في القراءات تعمق من بعض الناس وطلب للرياسة.
  وأصح القراءات وأثبتها ما لا يقع فيه اختلاف فقراءة أهل المدينة لأن القرآن نزل عامته في بلدهم وأخذوه من رسول الله ÷ تلقيناً وتفهيماً فهي القراءة التي أنزلها الله على نبيئه # لا تخرم حرفاً وهي قراءتنا وبها نأخذ وعليها نعتمد وهي التي تعلمنا من أسلافنا À فاعلموا ذلك وبه اعملوا وإياه فاقصدوا، نسأل الله لنا ولكم الثبات على طاعته والعون بتوفيقه.
  وقال # أيضاً في جواب من سأله كيف يقرأ: «وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل» بضم الياء وفتح الغين أم بنصب الياء ورفع الغين؟
  فقال #: وليس القراءة تجوز في هذا إلا برفع الياء ونصب الغين وقد أنفذنا إليكم مصحفاً فيه جميع ما تحتاج إلى معرفته من القراءة الصحيحة. انتهى.
  ومما يدل على ما ذكره الهادي وولده المرتضى @ وغيرهم ما ذكره في الكافي قال: إن يعقوب بن(١) إسحاق الحضرمي كان من السبعة فأخره الرشيد ورد
(١) يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي البصري، أبو محمد: أحد القراء العشرة. مولده ووفاته بالبصرة (١١٧ - ٢٠٥ هـ) كان إمامها ومقرئها. وهو من بيت علم بالعربية والأدب. له في =