شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والشريعة)

صفحة 435 - الجزء 2

  الكسائي عوضه وصار يعقوب الثامن وإنما أخره لأنه تأخر عنهم وإن كان سابقاً في العلم والفضل.

  وقال القاسم بن إبراهيم # فيما أجاب به من المسائل ما لفظه: رأيت المصحف بخط علي بن أبي طالب ~ وفيه أيضاً خط سلمان والمقداد وهو كما أنزل وقرأته، وهو عند بعض⁣(⁣١) ولد الحسن وإن ظهر الإمام فستقرأونه وليس بين ذلك وبين الذي في ايدينا زيادة ولا نقصان إلا مثل: قاتلوا اقتلوا وأشباهه لا في تقديم السور وتأخيرها. انتهى.

  وقال الإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة ما لفظه: وقد سئل القاسم بن إبراهيم # عن تأويل هذه الآية يعني قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} الآية [الحج: ٥٢]، فقال القاسم #: تأويل تمنى هو قرأ وتأويل ألقى الشيطان في أمنيته تأويله: ألقى الشيطان في قراءته.

  وقراءته # هو ما ألقى من القرآن إلى أمته وإلقاء الشيطان فيما يقرأون من آياته هو إلقاء الشيطان في أمنيته وقراءته والإلقاء في القراءة من الشيطان ليس إلقاءً في قلب الرسول ولا فيما جعل الله له من اللسان ولكنه إلقاء في القراءة من الشيطان بزيادة منه في القراءة أو نقصان.

  وقد رأينا نحن في دهرنا هذا بين من يقرأ آيات القرآن اختلافاً كثيراً في الزيادة والنقصان فما كان من ذلك صدقاً وحقاً فمن القرآن وما كان منه كذباً وباطلاً


= القراءات رواية مشهورة. (الأعلام للزركلي باختصار). يذكر في بعض المصادر بابي يعقوب وفي بعضها بابي محمد.

(١) يريد نفيسة بنت الحسين بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب #، وكانت من أهل الفضل والعبادة والزهادة ولها كرامات عظيمة شهيرة ويقال إنها حجت ثلاثين حجةً، وهذا المصحف كان عندها وفيه خط علي # والمقداد وسلمان وعمار، وكأنهم تعاونوا على نقله. تمت (من هامش الأصل).